ظاهرة قـُطـَّاعِ الطـَّريـق !!

من طرف **طاهر سعيد** السبت أبريل 28, 2012 12:35 pm

قوة التسويق المتعدد المستويات وانتشاره:

إن
التسويق المتعدد المستويات أصبح في هذه الآونة من القوى المُهَيْمِنَةِ
على الأسواق؛ وقد بدأت أنظار الناس على المستويين المحلي والدولي تلتفت
إليه بشكل كبير، وما ذلك إلا لِما يتمتع به من (قوة في الأسلوب) و(فوائد
مادية) للمستهلكين أنفسهم.
وإنه قد
بات من الطبيعي أن نتسامع ما بين فَينَةٍ وأخرى بشركات كثيرة تتسابق في
الوُلوج إلى عالم (البيع المباشر)! وكثير من هذه الشركات تكون وليدة عامها،
وأخرى نراها قد طالت بها الأزمنة؛ فأصبحت من كبريات الشركات العاملة في
هذا المجال القوي.
وهذا الأمر في حد ذاتِه؛ يحمل كثيراً من الإيجابيات بين جَنَبَاتِه.

ولكن! ثَمَّةَ ظاهرة سلبية غريبة:

وهناك
ظاهرةٌ لم ينتبه لها كثير من عَوَامِّ الممارسين لهذا الـ(فَنِّ الراقي)،
وهذه الظاهرة لا تتعدى كونها من (الأخلاقيات السَّيئَة) في هذه (المهنة
الراقية)؛ فكُلُّ مِهنَةٍ فيها أخلاقيات إيجابية يجب أن يتحلَّى بها أهلها،
وأخرى سلبية ينبغي أن يتخَلَّوا عنها.
إنني أرى
أن هذه الظاهرة لا بُدَّ أن تُصحَّح؛ لِعِوَج مَسَارِها، ولا بُدَّ أن تجد
لها من يُعاديها؛ كما وجدت من يعتَنِقُها ويدعوا إليها! إنها ظاهرة
يَحِقُّ لي أن أسميها بـ(ظاهرة قُطَّاعِ الطَّريق)!!
كنا في
القديم نسمع ونقرأ عن قطاع الطرق من اللُّصُوص الذين ينهبون أموال
المسافرين في أزمنة انعدام الأمن والأمان! أما الآن ومع انفتاح العالم على
مِصراعيه وانتشار الأمن والأمان - بفضل الله عز وجل -؛ انتهى عصر أولئك
اللُّصوص من قُطَّاعِ طرق المسافرين، وحَلَّ مَحَلَّهُم لصوص الأموال
بأشكال أخرى؛ فترى في كل مجال من مجالات التجارة لصوصاً محترفين فيه – لا كثرهم الله -؛ وأقول داعياً؛ فقل يا أيها القارئ مُؤَمِّنا – كَسَّرهم الله - !!

لصوص التسويق في (التسويق المتعدد المستويات):

وإني
في هذا المقال في صَدَدِ ذكر قُطَّاع الطريق في (التسويق المتعدد
المستويات)؛ حيث إنهم يعتبرون من أمهر القُطَّاع، وما ذلك إلا للتقارب
الشديد بين المسوقين الشبكيين من بعضهم، والانترنت هو ما سهَّل هذا التقارب
بينهم!
وهذا
الظاهرة وإن كانت موجودة؛ فإني لا أقصد وجودها في عموم المسوقين الشبكيين؛
فهناك من المسوقين الشبكيين من يتمتع بالنزاهة، والأخلاق الراقية، والفهم
الصحيح لهذا المهنة المتميزة.

من صور وجود قُطاَّع طريق التسويق المتعدد المستويات:

وإنك
لترى قُطَّاعَ الطَّريقِ هؤلاء؛ يظهرون لك بشكل الناصح اللبيب، والمشفِق
المِعوَان، الذي ما فَتِئَ يتردَّدُ عليك مرات وكرَّات؛ ليُقنعك بأن
شَرِكتَهُ أقوى كل الشركَات التي ظهرت في عالم التسويق الشبكي! وأنها ستحطم
السوق وتكسَحُه! وأما شركتك التي أنت فيها فقد كُنتَ مُخادِعاً لنفسك طيلة
هذه السنين، وأنت قد أَضَعْتَ وقتك فيها سُدى بلا نتيجة ولا فائدة
مَرجُوَّةٍ!
ثم تراه لا يتردد بأن يبادرك - بابتسامة –قائلاً:
ما رأيك أن تنضمَّ معنا في شركتنا العملاقة؟! لا تُفَوِّتِ الفرصة العظيمة
التي أتيت بها إليك؛ فإنَّك من العقلاء! والعاقل رَزِينٌ؛ يفكر في
مستقبله! وأنت لا بد أنك محتاج للدخل الإضافي؛ في هذا الزمن الذي غَدَتْ
فيه الأسعار مرتفعةً!!
صدقني أيها القارئ الكريم هذا هو الواقع بعينه في بعض من لم يفقه حقيقة التسويق المتعدد المستويات!

سبب وجود هذه الظاهرة السلبية:

وإن هذا الأمر أسبابه عديدة، وترجع إلى أمور رئيسية؛ أراها كالتالي:
1- عدم الإلمام بماهية التسويق المتعدد المستويات.
2- عدم الاطلاع بأسُسِ ومقومات النجاح في هذا التسويق.
3- عدم تربية بعض القادة – في هذا التسويق - لشبكاتهم على النزاهة والمصداقية واحترام الآخرين.
4- غياب الرادع الشرعي!

مشكلة هذه الظاهرة السلبية:

بعض هؤلاء من قطاع الطريق يتواصل معك بإحدى الوسائل؛ قائلاً لك: عندي أمور
أريد أن أحدثك بها بخصوص التسويق الشبكي؛ فيحدد معك لقاءً أو تحدده أنت في
مكان ما؛ كأن يكون في مقر الشركة، ثم تتفاجَأُ؛ بأنه كان يقصد عرض فكرة
شركته عليك!
وقد كان هناك شخص أنه تكبَّد عناء السفر لأجل اللقاء بواحد من هؤلاء!!
ولو ذكر له من البداية (كما يفعل بعض من له إحساس) أنه يرغب عرض شركة أخرى
له، لكان أفضل وأجدر؛ بدلاً من إتعاب شخص في أمر قد يكون من الصعب عليه
تركه؛ لأن له قناعاته الشخصية، خاصة لو كان من المعروفين بعملهم الشبكي
بقرائن ودلائل كثيرة يعرفها من له تفكير صحيح؛ فالمعروفون في هذا المجال
ومن بنوا شبكات كبيرة لا يمكنهم أن يتركوا عملهم بسهولة !!

ما قبل زمن التسويق المتعدد المستويات:

وكمثال
واقعي في حياتنا ما قبل التسويق المتعدد المستويات، يمكننا أن نضرب مثالاً
نتعجب منه؛ وهو أننا كُنَّا ولا زلنا نرى محلات الذهب فاتحة أبوابها بجانب
بعضها البعض، ولكنا لا نذكر أننا رأينا منهم من يسحب زبائن الآخر بالوقوف
على باب محلَّه! أو يتمنى كَسَادَ تجارة جاره، وهكذا الحال في كثير من
أصحاب المحال التجارية الأخرى غير محل الذهب.

أغلب قطاع الطريق أنظمة شركاتِهم ( مُحرَّمة ):

بالإضافة
إلى حرمة كثير من الأنظمة التي دعيت إلى الانخراط بها؛ فكثير منها واضحة
حرمتها، لما فيها من الغرر، وربا الجاهلية (ربا القرض) الذي وضعه الرسول –
صلى الله عليه وسلم –، وربا الفضل والنسيئة! وقلَّما دعاني أحد إلا كان
نظامه من التسويق الهرمي المحرم اتفاقاً، مع عدم اعتبار من شذ فأجازه!

إشارات توجيهية:

وهنا أجدني راغباً في ذكر بعض الإشارات الكافية لأصحاب العقول من الداعين والمدعوين، أو قُل من السارقين والمسروقين !
1-
قبل الانخراط في أي شركة؛ عليك بالسؤال عنها من الناحية الشرعية، فأنظمة
التسويق الشبكي كثيرة؛ وما أكثر انتشار التسويق الهرمي الذي هو محرم
اتفاقاً، لما فيه من المحرمات الواضحة!
2- لا
تنخدع – وفقك الله – بما يوهمك به الداعي بسرعة الثراء، واكتساب الآلاف في
أشهر معدودات! فسرعة الثراء أمر لا يصح في أي نوع من أنواع التجارة؛ فكل
تاجر يعلم أن الأرباح ستأتي بعد الاجتهاد ومرور السنوات مع التحلي بالصبر
والتعلم والتطبيق!
3- أيها
الأخ الكريم، يا من أتعبتَ نفسك وأشغلتَها بسرقة الشبكات الأخرى ! اتق
الله في نفسك، وإن كنت في نظام هرمي؛ فسارع بتركه؛ فإن هذا المال الذي
تكسبه منه (مال حرام) وتذكر قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -؛ إذ
يقول: ((أيما جسم نبت من السحت فالنار أولى به))! وتذكر قول الله – عز وجل
-: [ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب]، وتذكر قوله –
صلى الله عليه وسلم – ((من ترك شيئاً لله؛ عوضه الله خيراً منه)).
4- أليس
من الأجدر أن يبدأ الواحد من الصفر؛ بأن يبني شبكة جديدة بدلاً من أن يسرق
جهود غيره ! فقد لقيت أناساً شغلهم الشاغل كيف يستطيع إقناع فلان من الناس
بأن ينضم إلى شبكته ويترك شبكته التي هو فيها؛ ثم هو يَعِدُه ويُمَنِّيهِ
بأنه سيقوم بمساعدته وسيسجل له الأعضاء ويتابعهم ! وهذه - النقطة الرابعة -
وإن كانت متعلقة بموضوعنا؛ فإنها حاصلة بين أصحاب الشركة الواحدة ! فيا
لها من خلق سيء !!
5- إخوتي؛
أيها العاملون في مجال التسويق المتعدد المستويات، تفقهوا في مجالكم الذين
تمارسونه، فتعلموا فقه البيوع، وتعرفوا على الفروق بين التسويق الهرمي
والتسويق المتعدد المستويات؛ فقد أصبح هذا الأمر لزاماً عليكم، وإن فعلتم
فإنكم ستكونون أقوى من ذي قبل!
6- يا
قادة التسويق المتعدد المستويات ربوا شبكاتكم على الأخلاقيات الراقية في
مهنتهم، وعلموهم العمل بالشكل الصحيح؛ لئلا تنهال عليكم الدعوات المستجابات
ممن ظُلموا بسرقة أعضائهم مِن بعض مَن هُم في شبكاتكم؛ فحينها لا توفيق
لكم في عملكم !!