اوريفليم لكل مصر
اهلا وسهلا ومرحبا بك فى اوريفليم لكل مصر
نساعدك فى عمل عضويات اوريفليم وانتى فى منزلك وايضا تمتعى بالموضوعات الحصريه عن اوريفليم وطريقة العمل معها سيصلك كل ما هو جديد وحصرى من اخبار وعروض ومواعيد
تسعدنا جدا زيارتك ويشرفنا تسجيلك معنا فى المنتدى
اضغط على زر اشتراك او اتصل علي 01224046133
مع تحيات
اسرة المنتدى
شيماء عادل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اوريفليم لكل مصر
اهلا وسهلا ومرحبا بك فى اوريفليم لكل مصر
نساعدك فى عمل عضويات اوريفليم وانتى فى منزلك وايضا تمتعى بالموضوعات الحصريه عن اوريفليم وطريقة العمل معها سيصلك كل ما هو جديد وحصرى من اخبار وعروض ومواعيد
تسعدنا جدا زيارتك ويشرفنا تسجيلك معنا فى المنتدى
اضغط على زر اشتراك او اتصل علي 01224046133
مع تحيات
اسرة المنتدى
شيماء عادل
اوريفليم لكل مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مصر وسوريا من الوحدة الى الانفصال .... بقلم دكتور محمد اسماعيل

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مصر وسوريا من الوحدة الى الانفصال .... بقلم دكتور محمد اسماعيل Empty مصر وسوريا من الوحدة الى الانفصال .... بقلم دكتور محمد اسماعيل

مُساهمة من طرف د / محمد اسماعيل الخميس أغسطس 25, 2016 4:22 pm

- قيام الوحدة المصرية السورية:
بحلول شهر أكتوبر عام 1957 فوجئ العالم أجمع بتواجد الجيش المصري على الأراضي السورية، حيث أرسل الرئيس جمال عبد الناصر([url=#_ftn1]¨[/url]) القوات المصرية إلى سوريا؛ لدعم موقفها ومساندتها ضد التهديدات والحشود العسكرية التركية على الحدود بينهما، وكانت القوات التركية قد وصلت أعدادها بين 3200 و50000 جندي، وباتت مهددة للحدود السورية بإيعاز من الولايات المتحدة التي قامت بإرسال بعض طائراتها المقاتلة، وقطع من الأسطول السادس إلى شرق البحر المتوسط، إضافة للدعم الأمريكي لتركيا ضد سوريا داخل الأمم المتحدة، كل هذه الأسباب دفعت سوريا لطلب المساعدة من عبد الناصر، وألحت في قيام اتحاد عربي يجمع بين الدولتين، وكان حزب البعث السوري يرى في قيام الوحدة مع مصر حلاً للمشاكل الداخلية في البلاد([url=#_ftn2][1][/url]).
وفي نوفمبر 1957 استقبل مجلس الأمة المصري دعوة من البرلمان السوري للحضور لسوريا، ووافق الجانب المصري، حيث ترأس الوفد المصري "أنور السادات"([url=#_ftn3]·[/url])، ووصل الوفد دمشق، حيث جرت عدة اجتماعات بين الطرفين، دعا خلالها نواب سوريا المصريين لقيام اتحاد فيدرالي بين الطرفين، وأعلن مجلس الأمة المصري تأييده للاقتراح السوري([url=#_ftn4][2][/url])، وفي يناير 1958 انعقد مجلس القيادة العسكري في سوريا لمناقشة الأوضاع الداخلية في ظل حالة التمزق الواضح داخل الجيش بعد أن أصبح عبارة عن عدة فرق متناحرة([url=#_ftn5][3][/url]) ومناقشة التهديدات الخارجية، لهذا اعتبرت سوريا الوحدة مع مصر خطوة لتقوية دفاعاتها ضد الأخطار الخارجية، وخطوة لتطوير النواحي الاقتصادية والثقافية بين الدول العربية كتمهيد لقيام وحدة عربية([url=#_ftn6][4][/url]).
وقد حاولت الولايات المتحدة وضع العراقيل([url=#_ftn7]·[/url]) لمنع سوريا من الاتحاد مع مصر، حيث رأت الإدارة الأمريكية أنه من الأنسب لسوريا، قيام وحدة مع المملكة العربية السعودية، ولذا اقترحت على الملك "سعود" هذا الاقتراح، فأرسل مبعوثه الرسمي "يوسف ياسين" إلى الرئيس السوري "شكري القوتلي"؛ ليقترح عليه قيام وحدة إسلامية بين سوريا والمملكة، ولتكون بديلاً عن الوحدة مع مصر، وفي حال موافقة سوريا، تضمن لها المملكة الحصول على مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة ولكن هذه المساعي باءت بالفشل([url=#_ftn8][5][/url]).
ونتيجة للأخطار المحيطة بسوريا، طلبت القيادة السياسية والشعب السوري الوحدة مع عبد الناصر الذي كان رافضًا حتى عام 1957 لفكرة قيام وحدة مع سوريا دون مقدمات؛ حيث كان يرى أنه من الأصلح جمع كلمة العرب تحت راية واحدة لمواجهة الاستعمار، بيد أن الجانب السوري كان يرى ضرورة قيام الوحدة بأقصى سرعة([url=#_ftn9][6][/url])، وكان رفض عبد الناصر للوحدة ناتجًا من عدة عوامل([url=#_ftn10]¨[/url])، تمت مناقشتها مع الجانب السوري خلال زيارة "حافظ إسماعيل" –مدير مكتب عبد الحكيم عامر([url=#_ftn11]¨[/url])- لدمشق في ديسمبر 1957، عرض خلالها موقف القيادة السياسية في مصر من الوحدة، ومناقشة ثلاثة محاور هي: الجيش، والوضع الاقتصادي، والأحزاب([url=#_ftn12][7][/url]).
من ناحية أخرى كان للصراع الداخلي في سوريا أثره في قيام وزير الخارجية "صلاح البيطار" بالدعوة لعقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ لمناقشة الاتهامات بين البعثيين والشيوعيين بشأن الاتحاد بين مصر وسوريا، خاصة بعد وصول بعض الأنباء التي تفيد بأن "عفيف البزري" ضد عملية قيام الوحدة، وأنه يتعاون مع الحزب الشيوعي السوفيتي وقد وصلت هذه المعلومات لعبد الناصر مما جعله متخوفًا من إتمام الوحدة([url=#_ftn13][8][/url])، وهذا الأمر دفع عفيف البزري –فيما بعد- لدعوة المجلس العسكري لاجتماع طارئ في 11 يناير 1958، ليعلن على الجميع موافقته على مشروع الاتحاد المصري السوري([url=#_ftn14][9][/url]).
وخلال اجتماعات المجلس العسكري السوري اتفق جميع الأعضاء على مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وتم إعداد مذكرة بشأن الوحدة، واستقل أربعة عشر ضابطًا من المجلس العسكري السوري طائرة عسكرية متوجهين إلى القاهرة، وعلى رأسهم "عفيف البزري"([url=#_ftn15][10][/url])؛ حيث وصلوا في الساعة الثانية بعد منتصف ليل يوم 11 يناير 1958 القاهرة([url=#_ftn16][11][/url])، ولدى وصولهم اجتمعوا بعبد الحكيم عامر، وأبلغوه بالقرار الذي اتخذوه، وسبب زيارتهم للقاهرة، وفي الوقت ذاته كان باقي أعضاء المجلس، وهم عبد الحميد السراج، وأحمد عبد الكريم، وأمين النافوري قد توجهوا صباح اليوم التالي إلى الرئيس شكري القوتلي لتسليمه مذكرة بالقرار الذي اتخذه المجلس، وسفر زملائهم للقاهرة لعرض أمر الوحدة على عبد الناصر، وقد غضب القوتلي لقيام المجلس العسكري بالسفر إلى مصر، وعرض أمر الاتحاد مع عبد الناصر دون علمه، إلا أنه خضع للأمر الواقع، وقام باستدعاء مجلس الوزراء للانعقاد، فتم الاتفاق على إرسال صلاح البيطار إلى القاهرة للانضمام إلى الوفد العسكري للاتفاق على إتمام الوحدة مع مصر([url=#_ftn17][12][/url]).
وفي القاهرة وعقب انتهاء اجتماع القادة السوريين مع عبد الحكيم عامر، اتجه الجميع إلى منزل عبد الناصر؛ لعرض مذكرة الوحدة عليه، والتي أخذت عدة نقاط هي:
1-   دستور واحد.           2- رئيس دولة واحد.       3- سلطة تنفيذية واحدة
4- سلطه تشريعية واحدة.   5- سلطة قضائية واحدة.   6- عَلَم وعاصمة واحدة.
7- وضع قوانين لحماية حقوق المواطنين وصيانتهم.
8- الوحدة الدفاعية وتقوم على الأسس التالية: أ- قائد أعلى للقوات المسلحة.
ب- مجلس دفاعي أعلى.          جـ- قوات مسلحة برية وبحرية وجوية.
د- قيادة عامة للقوات المسلحة.   هـ- موازنة جديدة للجمهورية العربية المتحدة([url=#_ftn18][13][/url]).
وعند عرض هذه المذكرة على عبد الناصر رفضها، حيث أوضح للوفد السوري أن الوحدة بين مصر وسوريا يجب أن تتم بعد خمس سنوات، ويتم خلالها قيام اتحاد فيدرالي؛ تمهيدًا للوحدة الاندماجية بين البلدين([url=#_ftn19][14][/url])، فقام بعض أعضاء الوفد السوري بإقناع عبد الناصر بقبول الوحدة، وتوضيح الحالة الداخلية وحالة الانقسام التي تسود بين ضباط الجيش، بالإضافة للتهديدات الخارجية المحيطة بسوريا([url=#_ftn20][15][/url])، فوافق عبد الناصر على قبول الوحدة، وعلل هذه الموافقة بعلمه بالموقف الداخلي في سوريا([url=#_ftn21][16][/url])، ولكنه أصر على شرعية المباحثات، وعلى معرفة الرئيس السوري "شكري القوتلي" بموقف الضباط السوريين، وهنا أخبره أحد أعضاء الوفد السوري بأنهم تركوا بعض زملائهم في دمشق ليقدموا مذكرة للرئيس شكري القوتلي([url=#_ftn22][17][/url]) وكان لإصرار عبد الناصر على شرعية المباحثات أثره في حضور "صلاح البيطار إلى القاهرة بصفة رسمية، لبحث الاتفاق على قيام الوحدة، وقد اشترط عبد الناصر على الجانب السوري ثلاثة شروط لقيام الوحدة هي:
1-   إجراء استفتاء عام شعبي في القطرين المصري والسوري حول قيام الوحدة.
2-   عدم اشتراك الجيش في إدارة الأمور السياسية داخل الدولة وانصرافه للعمل العسكري.
3-   حل جميع الأحزاب السياسية في سوريا مثلما الحال في مصر([url=#_ftn23][18][/url]).
وبدأت المباحثات بين مصر وسوريا بشأن عملية الوحدة التي أخذت عدة مراحل هي:
أولاً: شكل الاتحاد: نظام الحكم به رئاسي جمهوري يتولى فيه رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية ويعاونه مجموعة من الوزراء، ويتولى السلطة التشريعية مجلس تشريعي ينتخب انتخابًا حرًا مباشرًا من قبل الشعب.
ثانيًا: المراحل التنفيذية لتوحيد القطرين المصري والسوري تأتي في مرحلتين:
المرحلة الأولى: يتم فيها عقد اجتماعات بين الرئيسين المصري والسوري وممثلى الدولتين، واجتماع المجلسين التشريعيين للدولتين، لإصدار قرارات قيام الجمهورية العربية المتحدة، وإصدار دستور مؤقت للدولة لحين وضع دستور دائم، وإجراء استفتاء شعبي عام على القرارات الصادرة من المجلس التشريعي، وإعلان رئيس الجمهورية الدستور المؤقت عقب نتائج الاستفتاء.
المرحلة الثانية: يتم خلالها وضع دستور دائم للدولة وتكوين الاتحاد القومي، وإجراء انتخابات حرة،  وتوحيد مرافق الدولة([url=#_ftn24][19][/url]).
وفي 12 رجب 1377هـ أول فبراير 1958م حضر إلى القاهرة الرئيس شكري القوتلي وتم عقد جلسة تاريخية في قصر القبة مع الرئيس جمال عبد الناصر، وبحضور ممثلي الدولتين اجتمع الطرفان؛ لمناقشة إجراءات إعلان الوحدة، وتنفيذ ما ينص عليه دستور البلدين، وأن الوحدة ستعلن لرغبة الشعبين المصري والسوري، بوصفهما جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية([url=#_ftn25][20][/url]).
وفي 5 فبراير 1958 استعرض عبد الناصر في مجلس الأمة عملية إتمام الوحدة مع سوريا، وكيف أن مصر اشتركت مع سوريا في الكفاح العربي ضد الغرب، وكيف تطلعت سوريا إلى مصر بعد استقلالها، وتطلعت مصر لسوريا أيضًا؛ ونتج عن هذا إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة، كما استعرض عبد الناصر أيضًا مبادئ قيام الدولة الجديدة تتم في مرحلة انتقالية، تنص على أن الجمهورية العربية المتحدة دولة ديمقراطية مستقلة وهي جزء من الأمة العربية، ومجلس الأمة يتولى السلطة التشريعية ويتم اختيار أعضائه بقرار من رئيس الجمهورية، ويتكون من أعضاء مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري مناصفة بين المجلسين، ويتولى رئيس hلجمهورية السلطة التشريعية، وتتكون الجمهورية العربية المتحدة من إقليمين: الشمالي سوريا، والجنوبي مصر ولكل إقليم مجلس تنفيذي يرأسه رئيس يُعيَّن بقرار من رئيس الجمهورية ويعاونه مجموعة من الوزراء، ويتم إجراء استفتاء لاختيار رئيس الجمهورية يوم 21 فبراير 1958([url=#_ftn26][21][/url]).
كما أوضح عبد الناصر أن الجمهورية العربية المتحدة ستكون السند القوي للدول العربية، وحركات التحرر العربي ضد الاستعمار، وستعمل في الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة([url=#_ftn27][22][/url])، والقضاء على المخاطر التي تهدد سوريا من تركيا وإسرائيل، ولذا قامت مصر بمساعدة سوريا، لحمايتها من الأخطار الخارجية([url=#_ftn28][23][/url]).
وفي نفس اليوم ألقى الرئيس السوري شكري القوتلي خطابًا لمجلس النواب السوري استعرض فيه تطور القضية العربية، وصراعها ضد السيطرة الغربية والأمريكية([url=#_ftn29][24][/url])، واستعرض أيضًا الاتصال الذي تم مع الحكومة المصرية بشأن الاتحاد المصري السوري، وأعلن القوتلي خلال خطابه ترشيحه للرئيس جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة؛ لثقته القوية فيه، وأنه سيعمل ويبذل قصارى جهده في إعلاء كلمة العرب وشأن الدولة([url=#_ftn30][25][/url]).
وفي 6 فبراير 1958 صدر قرار جمهوري من عبد الناصر بدعوة الناخبين في مصر وسوريا بالتوجه يوم 21 فبراير 1958 للاستفتاء على إتمام الوحدة بين مصر وسوريا، واختيار رئيس الجمهورية([url=#_ftn31][26][/url])، وقد جاءت نتيجة الاستفتاء الموافقة على قيام الجمهورية العربية المتحدة، واختيار الرئيس جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية في يوم 22 فبراير 1958 ذلك اليوم الذي اعتبر عيدًا قوميًا للبلاد واحتفلت به الشعوب العربية([url=#_ftn32][27][/url]).
وعقب إعلان نتيجة الاستفتاء وفي 24 فبراير 1958، غادر عبد الناصر القاهرة متوجهًا إلى دمشق، ولم يعلم أحد من المسئولين في دمشق بسفره، حيث جعله سريًا؛ لضمان السلامة والأمن، واصطحب معه عبد الحكيم عامر وأنور السادات وعبد اللطيف البغدادي، وبمجرد وصوله وصحبه دمشق؛ انتشر الخبر بسرعة فائقة والتف حوله العديد من الموجودين في المطار. بعدها استقل عبد الناصر وصحبه أتوبيس شركة مصر للطيران من أرض المطار، لتوصيلهم إلى منزل شكري القوتلي الذي انبهر وفوجئ بوجود عبد الناصر في دمشق([url=#_ftn33][28][/url]).
وبسرعة بالغة انتشر خبر وجود عبد الناصر في دمشق، فسرعان ما احتشدت الجماهير السورية من كل مكان حول منزل شكري القوتلي؛ لرؤية الزعيم العربي الذي استطاع الوقوف في وجه الغرب، وأقيمت الاحتفالات والمظاهرات المؤيدة لعبد الناصر في جميع أنحاء سوريا مما مثل استفتاءً جديدًا لعبد الناصر([url=#_ftn34][29][/url]) ولهذا خرج عبد الناصر للجماهير السورية وألقى فيهم خطابًا أوضح فيه رغبته في زيارة سوريا منذ وقت مضى؛ لما تمثله دمشق من أهمية لأنها قلب العروبة والقومية العربية، كما أوضح أيضًا أنه جاء دمشق بناءً على نصيحة قدمها له الرئيس شكري القوتلي، ولذا فهو يشعر بمدى صعوبة الحفاظ على المسئولية الملقاة على عاتقه من قبل الشعب العربي([url=#_ftn35][30][/url]).
وفي 28 فبراير 1958 ألقى عبد الناصر خطابًا آخر عند قبر الزعيم صلاح الدين الأيوبي دعا فيه شعب الجمهورية العربية المتحدة للعمل من أجل إنجاح الوحدة([url=#_ftn36][31][/url]) وأنه سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق أهداف الشعب العربي، ودعا أيضا إلى التكاتف لمواجهة الأخطار الخارجية([url=#_ftn37][32][/url]).
وبعد هذه الزيارة عاد عبد الناصر إلى القاهرة، حيث أعلن الدستور المؤقت للدولة في 5 مارس 1958 هذا الدستور المكون من 73 مادة منبثقة من دستور عام 1956، وقد كفل الدستور حرية المواطنين والعدالة الاجتماعية والتضامن الاجتماعي، وحرية الاقتصاد القومي، وعدم حل مجلس الأمة إلا بموافقة رئيس الجمهورية([url=#_ftn38][33][/url]).
وكان عبد الناصر قد اتخذ قرارًا في 22 فبراير 1958 بتعيين المشير "عبد الحكيم عامر" قائدًا عامًا للقوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة بعد الاطلاع على الدستور المؤقت للدولة([url=#_ftn39][34][/url])، كما تم إعلان قيام الوزارة الجديدة بقرار من رئيس الجمهورية، وتكونت الوزارة الجديدة([url=#_ftn40]·[/url]) من الإقليم الشمالي (سوريا) والإقليم الجنوبي (مصر) من وزارات موحدة للإقليمين، وبلغ عدد الوزراء 34 وزيرًا، وكان عدد الوزراء السوريين أربعة عشر وزيرًا، والباقي مصريين، وتم تعيين أربعة نواب لرئيس الجمهورية، اثنين من الإقليم الشمالي هما "أكرم الحوراني" و"صبري العسلي"، واثنين من الإقليم الجنوبي، هما "عبد اللطيف البغدادي" و"عبد الحكيم عامر"([url=#_ftn41][35][/url]).
وقد كان لكل وزارة وزير يختص بشئونها وأعمالها، لكن مع حلول 7 أكتوبر 1958 أصدر عبد الناصر قرارًا بشأن الوزارات([url=#_ftn42]¨[/url]) بحيث جعلت في الدولة وزراء مركزيين ووزراء تنفيذيين، ونص القرار على تعيين وزير مركزي في كل وزارة يكون مسئولاً عن الأعمال الداخلية في الدولة مسئولية مباشرة أمام رئيس الجمهورية([url=#_ftn43][36][/url]) ويقوم الوزيران التنفيذيان بمعاونة الوزير المركزي في جميع الأعمال التي تقرها الوزارة، والسياسة العامة للحكومة، والبرامج المخططة بعد إقرارها من رئيس الجمهورية([url=#_ftn44][37][/url])، وقد أسند عبد الناصر الوزارات إلى خمسين وزيرًا، وكان عدد الوزراء المركزيين 21 وزيرًا مركزيًا للدولة، و15 وزيرًا تنفيذيًا للإقليم الجنوبي، و14 وزيرًا للإقليم الشمالي، وثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، هم "عبد اللطيف البغدادي" و"عبد الحكيم عامر" و"أكرم الحوراني"([url=#_ftn45][38][/url])
ولكن لم يستمر العمل طويلاً بنظام الوزارة المركزية داخل الدولة، ففي أغسطس 1960 ألغى عبد الناصر هذا النظام وعدله لنظام الوزارة الواحدة في الدولة دون تخصيص وزير لكل إقليم، وقام بتعيين سبعة نواب له، و26 وزيرًا يعملون داخل الدولة ولم يعد منذ ذلك التاريخ حتى انهيار الوحدة أي استقلال داخلي لإقليمي الدولة في ممارسة شئونهما الداخلية([url=#_ftn46][39][/url]).
وبهذا استطاع الشعبان المصري والسوري تحقيق أهدافهما نحو الوحدة والقومية العربية، وتدعيم كفاحهما ضد سيطرة الغرب، ولذا كانت الوحدة المصرية السورية هي التجسيد الحقيقي لرغبة الشعبين ليصبحا شعبًا واحدًَا، هذه الوحدة التي قوبلت بالترحيب والابتهاج من الشعوب العربية، في حين قوبلت بالرفض من قبل الغرب وحلفائه من القادة والملوك العرب في المنطقة، حيث كان الغرب يرى أن هذه الوحدة ستعمل على القضاء على مصالحه في المنطقة، وعلى أجهزته التي صنعها في المنطقة، وعمل على تكوينها منذ فترات وكانت تتربص بالوحدة العربية([url=#_ftn47][40][/url]) وهذه الوحدة التي فتحت الباب على مصراعيه لانضمام دول عربية أخرى إليها بعد الدعوة التي وجهها عبد الناصر والقوتلي للحكومات العربية للإنضمام للجمهورية العربية المتحدة في الإطار الذي تراه وتختاره؛ بحيث تكون في نطاق دولة واحدة أو اتحاد تحافظ به على كيانها وشكل نظامها الراهن([url=#_ftn48][41][/url]).
وبدأت الجمهورية العربية المتحدة في مواجهة جميع المشاكل التي بدأت تواجهها في الداخل والخارج، حيث عملت على توحيد الصفوف الداخلية لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وخاصة في سوريا، فقد تركزت الأمور في يد حزب البعث([url=#_ftn49]·[/url]) قبل الوحدة، هذا الحزب الذي ضم مجموعة من المثقفين السوريين، ولذا فقد أعقب قيام الوحدة سعى عبد الناصر لإلغاء جميع الأحزاب السياسية في سوريا، مثلما كان الحال في مصر([url=#_ftn50][42][/url]).
وقد تغير الحال بقيام الجمهورية العربية المتحدة في مصر التي كانت قد بدأت في تطوير برامجها الاقتصادية؛ فأصبح لزامًا على مصر التوسع في عمليات الإصلاح والتنمية لتشمل سوريا، كما بدأت في البلاد عملية واسعة من الوعي السياسي بعد إعلان الدستور المؤقت، وقيام نظام انتخابي ضم جميع طوائف الشعب، وبدأت في القاهرة الدعوة لاتحاد جميع الدول العربية للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاستعمار([url=#_ftn51][43][/url]).

د / محمد اسماعيل
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 25
نقاط : 59
تاريخ التسجيل : 18/08/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مصر وسوريا من الوحدة الى الانفصال .... بقلم دكتور محمد اسماعيل Empty رد: مصر وسوريا من الوحدة الى الانفصال .... بقلم دكتور محمد اسماعيل

مُساهمة من طرف شيماء عادل الخميس أغسطس 25, 2016 7:11 pm

د / محمد اسماعيل كتب:
- قيام الوحدة المصرية السورية:
بحلول شهر أكتوبر عام 1957 فوجئ العالم أجمع بتواجد الجيش المصري على الأراضي السورية، حيث أرسل الرئيس جمال عبد الناصر([url=#_ftn1]¨[/url]) القوات المصرية إلى سوريا؛ لدعم موقفها ومساندتها ضد التهديدات والحشود العسكرية التركية على الحدود بينهما، وكانت القوات التركية قد وصلت أعدادها بين 3200 و50000 جندي، وباتت مهددة للحدود السورية بإيعاز من الولايات المتحدة التي قامت بإرسال بعض طائراتها المقاتلة، وقطع من الأسطول السادس إلى شرق البحر المتوسط، إضافة للدعم الأمريكي لتركيا ضد سوريا داخل الأمم المتحدة، كل هذه الأسباب دفعت سوريا لطلب المساعدة من عبد الناصر، وألحت في قيام اتحاد عربي يجمع بين الدولتين، وكان حزب البعث السوري يرى في قيام الوحدة مع مصر حلاً للمشاكل الداخلية في البلاد([url=#_ftn2][1][/url]).
وفي نوفمبر 1957 استقبل مجلس الأمة المصري دعوة من البرلمان السوري للحضور لسوريا، ووافق الجانب المصري، حيث ترأس الوفد المصري "أنور السادات"([url=#_ftn3]·[/url])، ووصل الوفد دمشق، حيث جرت عدة اجتماعات بين الطرفين، دعا خلالها نواب سوريا المصريين لقيام اتحاد فيدرالي بين الطرفين، وأعلن مجلس الأمة المصري تأييده للاقتراح السوري([url=#_ftn4][2][/url])، وفي يناير 1958 انعقد مجلس القيادة العسكري في سوريا لمناقشة الأوضاع الداخلية في ظل حالة التمزق الواضح داخل الجيش بعد أن أصبح عبارة عن عدة فرق متناحرة([url=#_ftn5][3][/url]) ومناقشة التهديدات الخارجية، لهذا اعتبرت سوريا الوحدة مع مصر خطوة لتقوية دفاعاتها ضد الأخطار الخارجية، وخطوة لتطوير النواحي الاقتصادية والثقافية بين الدول العربية كتمهيد لقيام وحدة عربية([url=#_ftn6][4][/url]).
وقد حاولت الولايات المتحدة وضع العراقيل([url=#_ftn7]·[/url]) لمنع سوريا من الاتحاد مع مصر، حيث رأت الإدارة الأمريكية أنه من الأنسب لسوريا، قيام وحدة مع المملكة العربية السعودية، ولذا اقترحت على الملك "سعود" هذا الاقتراح، فأرسل مبعوثه الرسمي "يوسف ياسين" إلى الرئيس السوري "شكري القوتلي"؛ ليقترح عليه قيام وحدة إسلامية بين سوريا والمملكة، ولتكون بديلاً عن الوحدة مع مصر، وفي حال موافقة سوريا، تضمن لها المملكة الحصول على مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة ولكن هذه المساعي باءت بالفشل([url=#_ftn8][5][/url]).
ونتيجة للأخطار المحيطة بسوريا، طلبت القيادة السياسية والشعب السوري الوحدة مع عبد الناصر الذي كان رافضًا حتى عام 1957 لفكرة قيام وحدة مع سوريا دون مقدمات؛ حيث كان يرى أنه من الأصلح جمع كلمة العرب تحت راية واحدة لمواجهة الاستعمار، بيد أن الجانب السوري كان يرى ضرورة قيام الوحدة بأقصى سرعة([url=#_ftn9][6][/url])، وكان رفض عبد الناصر للوحدة ناتجًا من عدة عوامل([url=#_ftn10]¨[/url])، تمت مناقشتها مع الجانب السوري خلال زيارة "حافظ إسماعيل" –مدير مكتب عبد الحكيم عامر([url=#_ftn11]¨[/url])- لدمشق في ديسمبر 1957، عرض خلالها موقف القيادة السياسية في مصر من الوحدة، ومناقشة ثلاثة محاور هي: الجيش، والوضع الاقتصادي، والأحزاب([url=#_ftn12][7][/url]).
من ناحية أخرى كان للصراع الداخلي في سوريا أثره في قيام وزير الخارجية "صلاح البيطار" بالدعوة لعقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ لمناقشة الاتهامات بين البعثيين والشيوعيين بشأن الاتحاد بين مصر وسوريا، خاصة بعد وصول بعض الأنباء التي تفيد بأن "عفيف البزري" ضد عملية قيام الوحدة، وأنه يتعاون مع الحزب الشيوعي السوفيتي وقد وصلت هذه المعلومات لعبد الناصر مما جعله متخوفًا من إتمام الوحدة([url=#_ftn13][8][/url])، وهذا الأمر دفع عفيف البزري –فيما بعد- لدعوة المجلس العسكري لاجتماع طارئ في 11 يناير 1958، ليعلن على الجميع موافقته على مشروع الاتحاد المصري السوري([url=#_ftn14][9][/url]).
وخلال اجتماعات المجلس العسكري السوري اتفق جميع الأعضاء على مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وتم إعداد مذكرة بشأن الوحدة، واستقل أربعة عشر ضابطًا من المجلس العسكري السوري طائرة عسكرية متوجهين إلى القاهرة، وعلى رأسهم "عفيف البزري"([url=#_ftn15][10][/url])؛ حيث وصلوا في الساعة الثانية بعد منتصف ليل يوم 11 يناير 1958 القاهرة([url=#_ftn16][11][/url])، ولدى وصولهم اجتمعوا بعبد الحكيم عامر، وأبلغوه بالقرار الذي اتخذوه، وسبب زيارتهم للقاهرة، وفي الوقت ذاته كان باقي أعضاء المجلس، وهم عبد الحميد السراج، وأحمد عبد الكريم، وأمين النافوري قد توجهوا صباح اليوم التالي إلى الرئيس شكري القوتلي لتسليمه مذكرة بالقرار الذي اتخذه المجلس، وسفر زملائهم للقاهرة لعرض أمر الوحدة على عبد الناصر، وقد غضب القوتلي لقيام المجلس العسكري بالسفر إلى مصر، وعرض أمر الاتحاد مع عبد الناصر دون علمه، إلا أنه خضع للأمر الواقع، وقام باستدعاء مجلس الوزراء للانعقاد، فتم الاتفاق على إرسال صلاح البيطار إلى القاهرة للانضمام إلى الوفد العسكري للاتفاق على إتمام الوحدة مع مصر([url=#_ftn17][12][/url]).
وفي القاهرة وعقب انتهاء اجتماع القادة السوريين مع عبد الحكيم عامر، اتجه الجميع إلى منزل عبد الناصر؛ لعرض مذكرة الوحدة عليه، والتي أخذت عدة نقاط هي:
1-   دستور واحد.           2- رئيس دولة واحد.       3- سلطة تنفيذية واحدة
4- سلطه تشريعية واحدة.   5- سلطة قضائية واحدة.   6- عَلَم وعاصمة واحدة.
7- وضع قوانين لحماية حقوق المواطنين وصيانتهم.
8- الوحدة الدفاعية وتقوم على الأسس التالية: أ- قائد أعلى للقوات المسلحة.
ب- مجلس دفاعي أعلى.          جـ- قوات مسلحة برية وبحرية وجوية.
د- قيادة عامة للقوات المسلحة.   هـ- موازنة جديدة للجمهورية العربية المتحدة([url=#_ftn18][13][/url]).
وعند عرض هذه المذكرة على عبد الناصر رفضها، حيث أوضح للوفد السوري أن الوحدة بين مصر وسوريا يجب أن تتم بعد خمس سنوات، ويتم خلالها قيام اتحاد فيدرالي؛ تمهيدًا للوحدة الاندماجية بين البلدين([url=#_ftn19][14][/url])، فقام بعض أعضاء الوفد السوري بإقناع عبد الناصر بقبول الوحدة، وتوضيح الحالة الداخلية وحالة الانقسام التي تسود بين ضباط الجيش، بالإضافة للتهديدات الخارجية المحيطة بسوريا([url=#_ftn20][15][/url])، فوافق عبد الناصر على قبول الوحدة، وعلل هذه الموافقة بعلمه بالموقف الداخلي في سوريا([url=#_ftn21][16][/url])، ولكنه أصر على شرعية المباحثات، وعلى معرفة الرئيس السوري "شكري القوتلي" بموقف الضباط السوريين، وهنا أخبره أحد أعضاء الوفد السوري بأنهم تركوا بعض زملائهم في دمشق ليقدموا مذكرة للرئيس شكري القوتلي([url=#_ftn22][17][/url]) وكان لإصرار عبد الناصر على شرعية المباحثات أثره في حضور "صلاح البيطار إلى القاهرة بصفة رسمية، لبحث الاتفاق على قيام الوحدة، وقد اشترط عبد الناصر على الجانب السوري ثلاثة شروط لقيام الوحدة هي:
1-   إجراء استفتاء عام شعبي في القطرين المصري والسوري حول قيام الوحدة.
2-   عدم اشتراك الجيش في إدارة الأمور السياسية داخل الدولة وانصرافه للعمل العسكري.
3-   حل جميع الأحزاب السياسية في سوريا مثلما الحال في مصر([url=#_ftn23][18][/url]).
وبدأت المباحثات بين مصر وسوريا بشأن عملية الوحدة التي أخذت عدة مراحل هي:
أولاً: شكل الاتحاد: نظام الحكم به رئاسي جمهوري يتولى فيه رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية ويعاونه مجموعة من الوزراء، ويتولى السلطة التشريعية مجلس تشريعي ينتخب انتخابًا حرًا مباشرًا من قبل الشعب.
ثانيًا: المراحل التنفيذية لتوحيد القطرين المصري والسوري تأتي في مرحلتين:
المرحلة الأولى: يتم فيها عقد اجتماعات بين الرئيسين المصري والسوري وممثلى الدولتين، واجتماع المجلسين التشريعيين للدولتين، لإصدار قرارات قيام الجمهورية العربية المتحدة، وإصدار دستور مؤقت للدولة لحين وضع دستور دائم، وإجراء استفتاء شعبي عام على القرارات الصادرة من المجلس التشريعي، وإعلان رئيس الجمهورية الدستور المؤقت عقب نتائج الاستفتاء.
المرحلة الثانية: يتم خلالها وضع دستور دائم للدولة وتكوين الاتحاد القومي، وإجراء انتخابات حرة،  وتوحيد مرافق الدولة([url=#_ftn24][19][/url]).
وفي 12 رجب 1377هـ أول فبراير 1958م حضر إلى القاهرة الرئيس شكري القوتلي وتم عقد جلسة تاريخية في قصر القبة مع الرئيس جمال عبد الناصر، وبحضور ممثلي الدولتين اجتمع الطرفان؛ لمناقشة إجراءات إعلان الوحدة، وتنفيذ ما ينص عليه دستور البلدين، وأن الوحدة ستعلن لرغبة الشعبين المصري والسوري، بوصفهما جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية([url=#_ftn25][20][/url]).
وفي 5 فبراير 1958 استعرض عبد الناصر في مجلس الأمة عملية إتمام الوحدة مع سوريا، وكيف أن مصر اشتركت مع سوريا في الكفاح العربي ضد الغرب، وكيف تطلعت سوريا إلى مصر بعد استقلالها، وتطلعت مصر لسوريا أيضًا؛ ونتج عن هذا إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة، كما استعرض عبد الناصر أيضًا مبادئ قيام الدولة الجديدة تتم في مرحلة انتقالية، تنص على أن الجمهورية العربية المتحدة دولة ديمقراطية مستقلة وهي جزء من الأمة العربية، ومجلس الأمة يتولى السلطة التشريعية ويتم اختيار أعضائه بقرار من رئيس الجمهورية، ويتكون من أعضاء مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري مناصفة بين المجلسين، ويتولى رئيس hلجمهورية السلطة التشريعية، وتتكون الجمهورية العربية المتحدة من إقليمين: الشمالي سوريا، والجنوبي مصر ولكل إقليم مجلس تنفيذي يرأسه رئيس يُعيَّن بقرار من رئيس الجمهورية ويعاونه مجموعة من الوزراء، ويتم إجراء استفتاء لاختيار رئيس الجمهورية يوم 21 فبراير 1958([url=#_ftn26][21][/url]).
كما أوضح عبد الناصر أن الجمهورية العربية المتحدة ستكون السند القوي للدول العربية، وحركات التحرر العربي ضد الاستعمار، وستعمل في الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة([url=#_ftn27][22][/url])، والقضاء على المخاطر التي تهدد سوريا من تركيا وإسرائيل، ولذا قامت مصر بمساعدة سوريا، لحمايتها من الأخطار الخارجية([url=#_ftn28][23][/url]).
وفي نفس اليوم ألقى الرئيس السوري شكري القوتلي خطابًا لمجلس النواب السوري استعرض فيه تطور القضية العربية، وصراعها ضد السيطرة الغربية والأمريكية([url=#_ftn29][24][/url])، واستعرض أيضًا الاتصال الذي تم مع الحكومة المصرية بشأن الاتحاد المصري السوري، وأعلن القوتلي خلال خطابه ترشيحه للرئيس جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة؛ لثقته القوية فيه، وأنه سيعمل ويبذل قصارى جهده في إعلاء كلمة العرب وشأن الدولة([url=#_ftn30][25][/url]).
وفي 6 فبراير 1958 صدر قرار جمهوري من عبد الناصر بدعوة الناخبين في مصر وسوريا بالتوجه يوم 21 فبراير 1958 للاستفتاء على إتمام الوحدة بين مصر وسوريا، واختيار رئيس الجمهورية([url=#_ftn31][26][/url])، وقد جاءت نتيجة الاستفتاء الموافقة على قيام الجمهورية العربية المتحدة، واختيار الرئيس جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية في يوم 22 فبراير 1958 ذلك اليوم الذي اعتبر عيدًا قوميًا للبلاد واحتفلت به الشعوب العربية([url=#_ftn32][27][/url]).
وعقب إعلان نتيجة الاستفتاء وفي 24 فبراير 1958، غادر عبد الناصر القاهرة متوجهًا إلى دمشق، ولم يعلم أحد من المسئولين في دمشق بسفره، حيث جعله سريًا؛ لضمان السلامة والأمن، واصطحب معه عبد الحكيم عامر وأنور السادات وعبد اللطيف البغدادي، وبمجرد وصوله وصحبه دمشق؛ انتشر الخبر بسرعة فائقة والتف حوله العديد من الموجودين في المطار. بعدها استقل عبد الناصر وصحبه أتوبيس شركة مصر للطيران من أرض المطار، لتوصيلهم إلى منزل شكري القوتلي الذي انبهر وفوجئ بوجود عبد الناصر في دمشق([url=#_ftn33][28][/url]).
وبسرعة بالغة انتشر خبر وجود عبد الناصر في دمشق، فسرعان ما احتشدت الجماهير السورية من كل مكان حول منزل شكري القوتلي؛ لرؤية الزعيم العربي الذي استطاع الوقوف في وجه الغرب، وأقيمت الاحتفالات والمظاهرات المؤيدة لعبد الناصر في جميع أنحاء سوريا مما مثل استفتاءً جديدًا لعبد الناصر([url=#_ftn34][29][/url]) ولهذا خرج عبد الناصر للجماهير السورية وألقى فيهم خطابًا أوضح فيه رغبته في زيارة سوريا منذ وقت مضى؛ لما تمثله دمشق من أهمية لأنها قلب العروبة والقومية العربية، كما أوضح أيضًا أنه جاء دمشق بناءً على نصيحة قدمها له الرئيس شكري القوتلي، ولذا فهو يشعر بمدى صعوبة الحفاظ على المسئولية الملقاة على عاتقه من قبل الشعب العربي([url=#_ftn35][30][/url]).
وفي 28 فبراير 1958 ألقى عبد الناصر خطابًا آخر عند قبر الزعيم صلاح الدين الأيوبي دعا فيه شعب الجمهورية العربية المتحدة للعمل من أجل إنجاح الوحدة([url=#_ftn36][31][/url]) وأنه سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق أهداف الشعب العربي، ودعا أيضا إلى التكاتف لمواجهة الأخطار الخارجية([url=#_ftn37][32][/url]).
وبعد هذه الزيارة عاد عبد الناصر إلى القاهرة، حيث أعلن الدستور المؤقت للدولة في 5 مارس 1958 هذا الدستور المكون من 73 مادة منبثقة من دستور عام 1956، وقد كفل الدستور حرية المواطنين والعدالة الاجتماعية والتضامن الاجتماعي، وحرية الاقتصاد القومي، وعدم حل مجلس الأمة إلا بموافقة رئيس الجمهورية([url=#_ftn38][33][/url]).
وكان عبد الناصر قد اتخذ قرارًا في 22 فبراير 1958 بتعيين المشير "عبد الحكيم عامر" قائدًا عامًا للقوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة بعد الاطلاع على الدستور المؤقت للدولة([url=#_ftn39][34][/url])، كما تم إعلان قيام الوزارة الجديدة بقرار من رئيس الجمهورية، وتكونت الوزارة الجديدة([url=#_ftn40]·[/url]) من الإقليم الشمالي (سوريا) والإقليم الجنوبي (مصر) من وزارات موحدة للإقليمين، وبلغ عدد الوزراء 34 وزيرًا، وكان عدد الوزراء السوريين أربعة عشر وزيرًا، والباقي مصريين، وتم تعيين أربعة نواب لرئيس الجمهورية، اثنين من الإقليم الشمالي هما "أكرم الحوراني" و"صبري العسلي"، واثنين من الإقليم الجنوبي، هما "عبد اللطيف البغدادي" و"عبد الحكيم عامر"([url=#_ftn41][35][/url]).
وقد كان لكل وزارة وزير يختص بشئونها وأعمالها، لكن مع حلول 7 أكتوبر 1958 أصدر عبد الناصر قرارًا بشأن الوزارات([url=#_ftn42]¨[/url]) بحيث جعلت في الدولة وزراء مركزيين ووزراء تنفيذيين، ونص القرار على تعيين وزير مركزي في كل وزارة يكون مسئولاً عن الأعمال الداخلية في الدولة مسئولية مباشرة أمام رئيس الجمهورية([url=#_ftn43][36][/url]) ويقوم الوزيران التنفيذيان بمعاونة الوزير المركزي في جميع الأعمال التي تقرها الوزارة، والسياسة العامة للحكومة، والبرامج المخططة بعد إقرارها من رئيس الجمهورية([url=#_ftn44][37][/url])، وقد أسند عبد الناصر الوزارات إلى خمسين وزيرًا، وكان عدد الوزراء المركزيين 21 وزيرًا مركزيًا للدولة، و15 وزيرًا تنفيذيًا للإقليم الجنوبي، و14 وزيرًا للإقليم الشمالي، وثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، هم "عبد اللطيف البغدادي" و"عبد الحكيم عامر" و"أكرم الحوراني"([url=#_ftn45][38][/url])
ولكن لم يستمر العمل طويلاً بنظام الوزارة المركزية داخل الدولة، ففي أغسطس 1960 ألغى عبد الناصر هذا النظام وعدله لنظام الوزارة الواحدة في الدولة دون تخصيص وزير لكل إقليم، وقام بتعيين سبعة نواب له، و26 وزيرًا يعملون داخل الدولة ولم يعد منذ ذلك التاريخ حتى انهيار الوحدة أي استقلال داخلي لإقليمي الدولة في ممارسة شئونهما الداخلية([url=#_ftn46][39][/url]).
وبهذا استطاع الشعبان المصري والسوري تحقيق أهدافهما نحو الوحدة والقومية العربية، وتدعيم كفاحهما ضد سيطرة الغرب، ولذا كانت الوحدة المصرية السورية هي التجسيد الحقيقي لرغبة الشعبين ليصبحا شعبًا واحدًَا، هذه الوحدة التي قوبلت بالترحيب والابتهاج من الشعوب العربية، في حين قوبلت بالرفض من قبل الغرب وحلفائه من القادة والملوك العرب في المنطقة، حيث كان الغرب يرى أن هذه الوحدة ستعمل على القضاء على مصالحه في المنطقة، وعلى أجهزته التي صنعها في المنطقة، وعمل على تكوينها منذ فترات وكانت تتربص بالوحدة العربية([url=#_ftn47][40][/url]) وهذه الوحدة التي فتحت الباب على مصراعيه لانضمام دول عربية أخرى إليها بعد الدعوة التي وجهها عبد الناصر والقوتلي للحكومات العربية للإنضمام للجمهورية العربية المتحدة في الإطار الذي تراه وتختاره؛ بحيث تكون في نطاق دولة واحدة أو اتحاد تحافظ به على كيانها وشكل نظامها الراهن([url=#_ftn48][41][/url]).
وبدأت الجمهورية العربية المتحدة في مواجهة جميع المشاكل التي بدأت تواجهها في الداخل والخارج، حيث عملت على توحيد الصفوف الداخلية لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وخاصة في سوريا، فقد تركزت الأمور في يد حزب البعث([url=#_ftn49]·[/url]) قبل الوحدة، هذا الحزب الذي ضم مجموعة من المثقفين السوريين، ولذا فقد أعقب قيام الوحدة سعى عبد الناصر لإلغاء جميع الأحزاب السياسية في سوريا، مثلما كان الحال في مصر([url=#_ftn50][42][/url]).
وقد تغير الحال بقيام الجمهورية العربية المتحدة في مصر التي كانت قد بدأت في تطوير برامجها الاقتصادية؛ فأصبح لزامًا على مصر التوسع في عمليات الإصلاح والتنمية لتشمل سوريا، كما بدأت في البلاد عملية واسعة من الوعي السياسي بعد إعلان الدستور المؤقت، وقيام نظام انتخابي ضم جميع طوائف الشعب، وبدأت في القاهرة الدعوة لاتحاد جميع الدول العربية للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاستعمار([url=#_ftn51][43][/url]).


مشاركة متميزة شكرا لك  th th
شيماء عادل
شيماء عادل
مديرة المنتدي
مديرة المنتدي

الموقع : مديرة المنتدي
عدد المساهمات : 5692
نقاط : 9094
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
العمر : 37

http://www.oriflameforallovereg.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى