اوريفليم لكل مصر
اهلا وسهلا ومرحبا بك فى اوريفليم لكل مصر
نساعدك فى عمل عضويات اوريفليم وانتى فى منزلك وايضا تمتعى بالموضوعات الحصريه عن اوريفليم وطريقة العمل معها سيصلك كل ما هو جديد وحصرى من اخبار وعروض ومواعيد
تسعدنا جدا زيارتك ويشرفنا تسجيلك معنا فى المنتدى
اضغط على زر اشتراك او اتصل علي 01224046133
مع تحيات
اسرة المنتدى
شيماء عادل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اوريفليم لكل مصر
اهلا وسهلا ومرحبا بك فى اوريفليم لكل مصر
نساعدك فى عمل عضويات اوريفليم وانتى فى منزلك وايضا تمتعى بالموضوعات الحصريه عن اوريفليم وطريقة العمل معها سيصلك كل ما هو جديد وحصرى من اخبار وعروض ومواعيد
تسعدنا جدا زيارتك ويشرفنا تسجيلك معنا فى المنتدى
اضغط على زر اشتراك او اتصل علي 01224046133
مع تحيات
اسرة المنتدى
شيماء عادل
اوريفليم لكل مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تجديد الخطاب الدينى ...... بقلم دكتور محمد اسماعيل دكتوراه الفلسفة فى الاداب قسم تاريخ

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

تجديد الخطاب الدينى    ...... بقلم دكتور محمد اسماعيل دكتوراه الفلسفة فى الاداب قسم تاريخ  Empty تجديد الخطاب الدينى ...... بقلم دكتور محمد اسماعيل دكتوراه الفلسفة فى الاداب قسم تاريخ

مُساهمة من طرف د / محمد اسماعيل السبت أغسطس 27, 2016 5:39 pm

[rtl]بدأت الدعوات فى الفترة الأخيرة إلى تجديد الخطاب الدينى ولكن دون دراسة جدية وهذه الدعوات والداعين إليها وما تستتبعه من سياسات وتغييرات تعد أعلى من مستوى الخطاب الدينى ذاته وترتبط بالحقوق والحريات والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وقد كانت هناك محطتين أساسيتين لهذه الدعوات بدأت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تبعها من حرب ضد الفكر الإسلامى المتطرف ثم جاءت المرحلة الثانية أعقاب موجة الثورات العربية التى تحولت فيما بعد الى حرب بين النظم السياسية الحاكمة والحركات الإسلامية المتطرفة أمثال داعش ، ومن ثم فلا يمكن مكافحة هذا التطرف إلابمبادرة من النظم السياسية لتجديد الخطاب الدينى الإسلامى تشترك فيه كافة أطياف المجتمع حتى تتم عملية التجديد ولذا كان من الضرورى العمل والسعى من أجل تجديد الخطاب الدينى وكان الأزهر أهم و أقدم المؤسسات الدينية وهو المؤسسة التى يجب أن يحدث بها التغيير والسعى من أجل تجديد الخطاب الدينى وهنا كان من الضرورى طرح سؤال هام ألا وهو كيف يدعو الأزهر الشريف لمكافحة التطرف والإرهاب وتجديد الخطاب الدينى ومازالت منابره التعليمية والخطابية تعج بالدعوات ضد النصارى واليهود ومن والاهم وهو ما يثير تساؤلاً هاماً حول مدى إيمان هذه المؤسسة بقيم المواطنة والمساواة ومكافحة التمييز إذا اضفنا أيضا ً أن عدداً من قيادات العديد من التنظيمات الجهادية من خريجى مؤسسة الأزهر .[/rtl]
[rtl]وكان لزاماً علينا أن نذكر فى الصفحات التالية معنى ومفهوم التجديد وهل هذا التجديد مجرد مناورة سياسية أم بسبب أزمة وضروريات التجديد وأهم محاولات التجديد .                                                          [/rtl]
[rtl]مفهوم التجديد :[/rtl]
[rtl]إختلف العلماء حول مصطلح التجديد فيطلق الجديد فى اللغة على معان عدة نذكر منها مايلى :[/rtl]
[rtl]·        ضد القديم البالى : فيقال جد يجد فهو جديد وتجدد الشىء أى صار جديداً وقد سمى الليل والنهار الجديدان لأنهما لا يبليان أبداً(1).[/rtl]
[rtl]·        الجديد : مالا عهد لك به ولذلك وصف الموت بالجديد قال أبوذؤيب :[/rtl]
[rtl]فقلت لقلبى يالك الخير انما       يدليك للموت الجديد بحبابها [/rtl]
[rtl]·        الجديد وجه الأرض والجمع أجده وجدُد وجُددَ.[/rtl]
[rtl]·        والتجديد فى الإصطلاح الحديث هو نزعة تأخذ بأساليب جديدة فى نواحى الحياة الفكرية والعلمية .[/rtl]
[rtl]ولما كان التجديد مضافاًإلى الفكر كان لابد من بيان معنى الفكر فنقول أنه لايختلف علماء الشريعة بأن الفكر هو إعمال العقل فى العلوم للوصول إلى معرفة المجهول (2).[/rtl]
[rtl]ولا يخلو الفكر من جهد مبذول لأن الفكر هو إعمال العقل وإعماله يحتاج إلى جهد وطاقة فإذا بلغ الجهد المبذول غايته بأن إستفرغ الإنسان مافى وسعه للوصول إلى فكر معين إقترن بالفكر الإجتهادي وأمسى الإجتهاد من مقومات الفكر وأركانه الأساسية .[/rtl]
[rtl]وهناك من يرى أن التجديد هو مقاربة للأفكار ولا تولد تلك من العدم واللاشىء بل هى سياقات يتحكم فيها الزمان والمكان وتحكمها الثوابت فى العقيدة والأحكام فالإسلام كرسالة خاتمة للرسالات يدعو البشرية للخروج عن القيود التى تعيق وتمنع حركتها نحو التقدم ويهيب بالإنسان أن ينفتح على الآراء والأفكار المختلفة ليكتشف الأفضل منها ، فالتجديد روح وحالات داخلية قبل أن يكون ظروفا ًوإمكانيات خارجية فإذا ما سرت هذه الروح فى جسد أمة بعثت فيها حركة لذا فالقرآن الكريم يركز على أهمية تغيير مافى النفس ويعتبره الشرط الأساسى لتغيير الواقع الخارجى فالإنطلاق يبدأ من داخل الأمة والإنسان (3).[/rtl]
[rtl]يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . ( الرعد 11 )[/rtl]
[rtl]فالتجديد عند السلفية هو إحياء واظهار لما اندرس من علم الكتاب والسنة, ونشر للعلم ونصر لأهله, وقمع للبدعة وأهلها, ونقل العلم من جيل إلى جيل ، والعودة بالمسلمين إلى ما كانوا عليه على وفق منهج السلف الصالح, هذا هو التجديد السُنيُ القائم على كتاب الله وسنة رسوله - (صلى الله عليه وسلم) - على وفق ضوابط ومناهج السلف، أما التجديد البدعي فإنه قد ظهر بعض الكُتَاب, ومن يسمون بالمفكرين الإسلامين, وبعض رموز الحركات الإسلامية الحديثة, قد نحوا بالتجديد منحنى آخر لم يألفه السلف الصالح, تحت غطاء العصرانية والتقدمية واليسار الإسلامي, والتوجه الحضاري, والفكر المستنير, وغيرها من الشعارات البراقة .[/rtl]
[rtl]فحرية الفكر والرأى حق أساسى من حقوق الإنسان بها يشعر بآدميته ويستثمر أعظم نعمة وهبها الله تعالى له وهى نعمة العقل وعبرها يتمكن الإنسان من تسخير الكون وإعمار الحياة حيث أراد الله منه ذلك وإذا كان الدين يأمر بالتفكير وإعمال العقل فلا يرضى بمصادرة حرية الرأى ولكن هناك ضوابط لحرية الفكر ولكن تقع المسؤوليه على العابثين والمغرضين الذين يسيئون إستخدام هذه الحرية فى حال تحولت إلى غايات وقد تمس الدين والعقيدة فتعاليم الإسلام السمحة توجهنا إلى التطلع والطموح الدائم فى مختلف المجالات(4).[/rtl]
[rtl]وهنا يجب علينا تعريف الإجتهاد فهو فى إصطلاح علماء الأصول بذل الفقيه وسعه أى طاقته فى النظر فى الأدلة من أجل أن يحصل عنده الظن والقطع بأن حكم الله فى القضية العارضة واجب أو مبارح أو مكروه ، والفقيه المذكور هنا هو المجتهد وخرج من ذلك المقلِد الذى لم يبلغ درجة الإجتهاد فى العلم وعِداده فى العوام ولو حفظ المتون كلها والمجتهد هو البالغ العاقل أى ذو ملكه يدرك بها المعلوم ويتحقق الإجتهاد بتحقق شروطه فى المجتهد(5) .[/rtl]
[rtl]وهنا يتضح لنا أن التجديد هو سنة الحياة ولا يوجد مخلوق يظل على حاله إلى الأبد والبديل لعملية التجديد هو الجمود والذى يعنى توقف الحياه عن الحركة فالتجديد ليس أمراً عشوائياً ولا ينطلق من فراغ وإنما يعتمد على فهم الواقع من أجل الكشف عما فيه من سلبيات للإنطلاق من ذلك الفهم إلى تصحيح الأوضاع وتمهيد السبيل لإثراء الحياة بمزيد من الإبداع الذى يضيف الجديد إلى الناس فى كافة المجالات وعلى الرغم من وضوح الهدف الحقيقى من التجديد إلا أن هناك فريقاً من شيوخ الأزهر يعتبرون كل تجديد بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار وهم بذلك يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً ويحافظون على الدين من بدع المجددين وكل هؤلاء يدخلون ضمن طائفة الجهال الذين يسيئون الى الدين فالتجديد المطلوب يجب أن يكون تجديداً متميزاً ومشروطاً بضوابط من شأنها أن تحافظ على ثوابت الدين وفى الوقت ذاته تؤكد على حيوية وصلاحية الدين لكل زمان ومكان .[/rtl]
[rtl]فالمتغيرات الهائلة التى طرأت على عالمنا المعاصر من شأنها أن توقظ وتنبه الشعوب الإسلامية للبحث عن طريق النجاة من حالة التشتت التى تعيشها الشعوب الإسلامية ولذا كان من الضرورى التحرك لمواجهة التحديات المعاصرة حتى تستطيع هذه الشعوب البقاء فالتجديد المطلوب يعنى التسلح بكل أسلحة العصر الحديث من أفكار والفهم المستنير للمتغيرات الجديدة من أجل صناعة الحياة للمسلمين والمحافظة على حيوية الإسلام فلا يليق بالمسلمين أن يظلوا قابعين ومتأخرين ومراقبين فى صمت وسلبية ما يحدث حولهم من تقدم ورقى .[/rtl]
[rtl]ضروريات التجديد :[/rtl]
[rtl]ليس هناك خلاف على الحاجة إلى التجديد لأن التجديد من أهم عناصر تطور الحياة فكلنا ننشد التطور والرقى فالتجديد والإبتكار هما ركنا التطور إذ أن التطور لا يأتى من فراغ وإنما هو نتيجة لدراسة الآراء والأفكار وأخذ الصالح المفيد منها من إضافة رؤى أخرى عليها فيتولد من ذلك فكر تسترشد به الأمة فى مسيرتها ، فالتجديد كما هو مطلب إجتماعى فهو كذلك مطلب عقلى إذ ليس من العدل والإنصاف أن نطلب من أحد أن يأخذ بفكر من سبقه من غير مناقشة وإبداء رأى خاصة إذا كان اهلاً لذلك (6)، وكان من أهم الأسباب التى تظهر حاجتنا إلى التجديد  مايلى :[/rtl]
[rtl]·        التحديات التى تواجها الأمة الإسلامية : وأهم هذه التحديات هو تحدى التخلف هذا التخلف يشمل مختلف صور حياتنا وأوضح المجالات التى يلاحظ فيها ذلك التخلف هو مجال العلم والبحث العلمى الذى يسير فى أطر تقليدية ، ومن ثم فقد كان التعليم والبحث العلمى هو المجال الأول الذى يجب أن يتناوله التجديد كذلك يجب السعى لتجديد التنمية البشرية حتى يستطيع التجديد إزالة التحجر الذى واكب الفكر الإسلامى(7) .[/rtl]
[rtl]·        التطور المستمر للحياة : فالإنسان منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا يعيش فى تطور مستمر فى جميع أوجه الحياة الإجتماعية والإقتصادية وهذا التطور يجب أن يواكبه فكر متجدد فى الدين والخطاب الدينى فكلما كان الفكر متجددا متوافقاً مع النهضة التى يعيشها الإنسان كلما كان الإشباع مكتملاً مما يعكس أثراًإيجابيا على حيوية المجتمع ونشاطه .[/rtl]
[rtl]·        تلبية حاجات الإنسان : فالإنسان كائن حى له حاجات تلك الحاجات تختلف من عصر لآخر ومن مكان إلى مكان ومهمة الفكر الأساسية هى تلبية حاجة الإنسان فكلما كان الفكر ملبياً لحاجة الإنسان المشروعة كلما كان فكراً ناجحاً فالفكر الناجح هو الفكر الذى يلبى حاجات الإنسان المشروعة المتجددة مهما إختلفت العصور والأمكنة بقابليته للتجديد(8) .[/rtl]
[rtl]·           حل المشكلات وإيجاد البدائل : تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم العديد من المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية تزداد حدتها على مر الأيام وتتسع الفجوة بينها وبين العالم المتقدم المعاصر ففى ظل العولمة أصبحت البلاد الإسلامية أسيرة لما يحدث فى العالم المتقدم من أحداث ولذا علينا أن نوازن بين خيارين :                        [/rtl]
[rtl]1.      محاكاة العالم المتقدم من أحداث والنقل عنه فى جميع المجالات والميادين ولكن هذا الخيار له مساؤى قد تؤدى إلى فقد هويتنا الحضارية .[/rtl]
[rtl]2.     تجديد حضارتنا بإستعارة بعض أساليب التقدم التى تتفق مع أصولنا الحضارية (9).[/rtl]
[rtl]عرضنا هنا ضروريات تجديد الخطاب الدينى وكان من الضرورى كى يتم تجديد الخطاب الدينى أن يسير فى خطين هما :[/rtl]
[rtl]·        تجديد الخطاب الدينى المعاصر بما يتناسب مع العصر وألا يكون الخطاب شمولياً خالياً من تعدد الآراء ووجهات النظر بل المطلوب أن يكون خطاباً خال من الصراع ونفى الآخر وإدعاء الحقيقة فى رأى ومصادرتها عن رأى آخر مماثل .[/rtl]
[rtl]·        الإنفتاح على الآخر : بهدف إستكشاف عناصر إلتقاء يمكن توظيفها فى تشكيلإطار ثقافى عام يستفيد منه الإسلاميون قبل غيرهم(10) خاصة فى التغلب على المرض المزمن الذى يستنزف طاقة أى تجديد ويقف لنجاحه بالمرصاد هذا الانقسام التقليدى تجاه التراث والحداثة فهناك تيار متشبث بالتراث وتيار آخر متغرب وتيار إصلاحى وهذا الإنقسام أمر طبيعى وظاهرة مقبولة لكن غير المقبول أن يتحول الموقف من مواجهة خارجية إلى صراع داخلى يؤذى الجميع(11) .[/rtl]
[rtl]لقد قامت حركات الإصلاح الدينى التى شهدها الفكر الاسلامى الحديث من وهابية وتحديثية بتفجير مسائل عدة لم تكن مطروحة من قبل على العقل الإسلامى وفتحت بذلك إمكانيات حقيقية لإعادة النظر وبذرت البذور لتجديد خطاب دينى حقيقى فى المجتمع العربى ولكن هذه البذور كانت مشوبة بجوانب سلبية ومخاطر ، فالتجديد ليس عملية مباشرة فورية وسريعة تتم فى لحظة وإنما هى عملية تاريخية طويلة ومستمرة ومعقدة ينخرط فيها المجتمع(12) .[/rtl]
 
 
 
[rtl]مساؤى التبليغ :[/rtl]
[rtl]إن ما يعوق الخطاب الدينى عن تحقيق أهدافه هو :[/rtl]
[rtl]·        حرص الدعاه على فرض الأفكار والقناعات الخاصة بدون الإعتماد على الإقناع والدليل اليقينى ، يقول تعالى ( لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى )(البقرة 256).[/rtl]
[rtl]·        طريقة التبليغ فكثيراً ما يكون الأسلوب اللغوى المستخدم عائقاً من عوائق فهم الخطاب الدينى وكذلك المنهج المتبع .[/rtl]
[rtl]·        تعطيل الإجتهاد فالداعية الذى يسعى لرفض التأويل وإعمال الفكر فى تحليل الخطاب الدينى والتقيد بحرمية النص هو إنسان يسعى لتعطيل الإجتهاد وإلغاء العقل .[/rtl]
[rtl]·        التضخم اللفظى والإندفاع العاطفى الذى لا يضبطه فكر ناضج ولا تخطيط دقيق للواقع المتميز بمناخه وملابساته .[/rtl]
[rtl]·        جهل الدعاه فالدعاه يجهل بعضهم أساس الدعوة ومضمونها والغاية التى يستهدفها الخطاب الدينى فتكون دعوته مضلله ، والجهل بالطرق والأساليب ، فمنهم يجهل طريقة عرض الحقيقة الدينية وشرح الأحكام وإستخدام أسلوب منفرد خال من أى منهج تربوى مما يخلق الصراع بدلاً من التفاهم(13) .[/rtl]
[rtl]فعلى مشايخ الأزهر ومفكرى وعلماء الأمة الإسلامية أن يعمقوا نظرتهم إلى واقع مجتمعاتنا ويحاربوا من يسعوا إلى تجميد العقول وتهميش البحث ، وأن يجتهدوا فى البحث عن الوسائل والأساليب التى تمكنا من إيجاد قاعدة علمية متينة تواجه بها تحديات المستقبل وتكون جيلاً واعياً قادراً على مقاومة الجمود والإنحرافات.[/rtl]
[rtl]فلتجديد الخطاب الدينى يجب نقد القدماء ورفض التقليد والدعوة إلى الإجتهاد فالتراث القديم ليس مقدساً بل هو منإبداع أجيال ماضية نتعلم منهم ونقتدى بهم فالعيب فينا إذا لم نجدد ونبدع وننقد ما وصلوا إليه وليس فيهم إذا كان إجتهادهم قد تجاوز الزمان(14) .[/rtl]
[rtl]محاولات تجديد الخطاب الدينى بالمؤسسة الأزهرية :[/rtl]
[rtl]بالرغم من حالة الجمود التى أصابت العالم الاسلامى بعد الهجمات الصليبية على الشرق والغزو المغولى والتى إستمرت فترات طويلة إلا أن بداية إلتقاء الحضارة الإسلامية مع الغرب بدأت بمجىء الحملة الفرنسية على الشرق بقيادة نابليون عام 1798م ، والذى كان يمتلك وعى ثقافى حيث جاء مع الحملة العسكرية الفرنسية العديد من العلماء الفرنسيين وهنا أدرك على الفور بعض مشايخ وعلماء الأزهر أن هناك علم الغرب وأن هذا العلم بعيد عنهم وقد ترتب على ذلك ردود أفعال مختلفة فبعض مشايخ الأزهر إنزوى والبعض الآخر نادى بتبنى هذه العلوم(15) .[/rtl]
[rtl]ومن وجهة نظر الباحث فيرى أن الحملة الفرنسية كانت بمثابة المصباح الذى أضاء غرفة مظلمة وبدأ يفتح المجال للإنفتاح على الآخر والتجديد وخاصة فى الخطاب الدينى وضرورة الأخذ بنظم الحضارة الحديثة والبعد عن التراث العقيم الذى أخر الأمة قرون طويلة وجعلها فى ذيل الأمم .[/rtl]
[rtl]إلا أن العلامة الفارقة لبداية الفكر الإسلامى كانت فى عهد الخديوى إسماعيل ففى هذا العصر وقعت العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والإقتصادية وذلك بعدما تهيأ المجتمع المصرى بصورة أو بأخرى مع الصدام مع الغرب أثناء الحملة الفرنسية خاصة بعد الإنكسار الذى منى به المماليك والعثمانيين ولكنها لم تؤثر التأثير الكامل إلا فى عصر الخديوى إسماعيل الذى أراد أن تكون القاهرة قطعة من باريس ، وفى هذا العصر بدأ الشعور بالمسألة الشرقية وحالة المجتمع الإسلامى والجمود الفكرى ، ومحاولة التعامل معها ومع هذا الواقع تعاملاً أخذ صوراً عده ولكنه إشترك فى أن هناك قضية يعيشها المسلمون الذين إختلفوا فيما بينهم فى طرق حلها مابين حلول سلفية وحلول حركية وأخرى فكرية وإتجه بعضهم للحلول العنيفة وأخرين بالحلول السلمية ، وإختلفت الرؤى فى نقطة البداية فهناك من رأى أن تكون البداية من القاعدة إلى القمة ، ورأى آخر من القمة إلى القاع ، ورأى ثالت رأى أن يبدأ بالموروث إلى المعاصر ورأى رابع بدأ من المعاصر إلى الموروث الدينى ، كل هذه التيارات بدأت بالإحتكاك مع الغرب وكانت المدنية أهم العناصر التى ولدت هذه الحركة الفكرية وكان السياق التاريخى مؤثراً بالإضافة للتقدم الغربى والتطور التكنولوجى (16)، ومن هنا نخلص أن بداية الفكر الإسلامى المعاصر كانت فى القرن التاسع عشر الميلادى وتم ذلك على ايدى مصلحين كبار أمثال جمال الدين الافغانى ومحمد عبده ورشيد رضا ، فى نهاية الدولة العثمانية وهنا ظهرت العديد من الحركات السياسية الاسلامية على أساس الخلافة واصلاح الدولة وحركات قومية على أساس الاستقلال عن الدولة العثمانية وكانت هذه الحركات أسيرة لمنطلقات ظنت أنها من اساسيات الاسلام كدولة ومجتمع (17).[/rtl]
[rtl]وكانت أولى التيارات الداعية للتجديد تيار جمال الدين الأفغانى والذى يتمثل فى الإصلاح من أعلى ويعنى به إصلاح القادة والسياسيين والتيار الآخر الذى يتفق معه ولكنه يختلف معه فى الإجراءات هو تيار الشيخ محمد عبده حيث أن جمال الدين الأفغانى أثار القضية فى حين فكر فيها محمد عبده حيث رأى أنه لابد من صناعة الأداة من الطلبة والعلماء والمفكرين الذين يشكلون النخبة والتى تستطيع أن تتحكم فى المجتمع ، وقد ترتب على جهود محمد عبده مدرسته المتمثلة فى رشيد رضا مؤسس مجلة المنار(18) والتى تبنت رسالة محمد عبده كما تمثل إمتداد هذا التيار فى عدد من العلماء مثل الشيخ المراغى ومصطفى عبدالرزاق والشيخ عبدالكريم عيسى كل هؤلاء إمتداد لمدرسة الإحياء والتجديد وظهر أيضاً تيار من خريجى دار العلوم كل هؤلاء يمثلون فصيلاً للتجديد ومازالت مدرسة التجديد عند كل من طه حسين وعلى عبدالرازق وأمين الخولى وخلف الله محمد خلف الله وسيد قطب ونصر حامد ابوزيد ومحمود اسماعيل وسيد القمنى تعانى من تضييق الخناق على التجديد بإسم التقليد(19) ، وقد ظهر ذلك جلياً عندما صدر كتابين هامّين أثارا جدلاً واسعاً وحامياً لا في بلاد النيل وحدها وإنما في بلدان مثل تونس والشام هذان الكتابان هما “في الشعر الجاهلي” لطه حسين الذي دفع القوى الرجعيّة والمحافظة إلى المطالبة بمقاضاة صاحبه ومنعه من التداول بسبب ما إحتواه من آراء وأفكارتتناقض مع القرآن ومع روح العقيدة الإسلامية(20).[/rtl]
[rtl]أمّا الثاني فهو “الإسلام وأصول الحكم” لعلي عبدالرازق (صدر سنة 1925)، وقد تسبّب هذا الكتاب أيضاً في إندلاع معركة ضارية بين القوى الرجعيّة الغارقة في أوهام ماضٍ مجيد وبين القوى الجديدة المتطلعة للمستقبل والرقيّ والتقدّم فهذا الكتاب يعد مساهمة رفيعة وجليلة في معارك القوى الجديدة من أجل تنوير العقول، وتحرير الفكر من القيود التي كبّلته بها عصور الإنحطاط والتخلّف المديدة .[/rtl]
[rtl]فالأزهر كمؤسسة إسلامية رافضاً لفكرة التجديد فالأزهر يتصرف بردة الفعل ويظهر غياب إستراتيجية في التعاطي مع القضايا الكبيرة ومنها الفراغ الدعويفى حين أن هناك تياراً محافظاً فى الأزهر يأتى على رأسه الشمس الإمبابى وكان مخالفاً لفكرة التجديد محافظاً على التراث هذه المدرسة المحافظة لم تخرج من التفسير القرآنى إلى الحياة المعاشة وعندما جاء مفسر يسعى أن يجعل هذا متصلاً بالحياة جاء من دار العلوم وليس من الأزهر وهو سيد قطب ولم يعتمد كتابه الظلال على التفسير الأكاديمى للأزهر(21) .[/rtl]
[rtl]ومن هنا يمكننا أن نعتبر أن الأزهر كله تياراً واحداً فالتيار الأزهري هو التيار المحافظ والذى أسسه الشمس الامبابى أما التيار المتطور ومؤسسه محمد عبده فله أتباع ولكن أغلبهم من خارج المؤسسة الأزهرية .[/rtl]
[rtl]فمسألة تجديد الخطاب الدينى أصبحت تطرح نفسها وبقوة على المؤسسات الدينية خاصة فى ظل حالة العنف المتزايد والذى يقف وراءه الجماعات التكفيرية أمثال داعش وغيرها مما جعل الأزهر يسعى لإسترجاع مكانته ، ولا يزال الأزهر بمنأى عن قضية تجديد الخطاب الدينى ونشر الإعتدال فرغم أن العالم الإسلامى يعيش فى صراعات أيدلوجية تتعلق بالتراث الدينى والحداثة والعولمة نجد ظهور خطابات إسلامية بديلة أدت الى إنقسامات فى الفكر الإسلامى والخطاب الدينى ، وقد ساهم هذا التنوع إلى تشتيت المسلمين ففى حين يطالب عدد من رجال الأزهر بتبنى خطاب دينى جديد يسعى للتوفيق بين الإسلام والعالم الحديث نجد البعض الآخر يمتنع عن فكرة التجديد ، فهناك صراع بين التراث الدينى وبين الحداثة والعولمة وبعض مشايخ الأزهر الغير قادرين على مواكبة تطور الخطاب الدينى فى العصر الحديث ، ولذا فإن بعض مشايخ الأزهر قد يهدرون رسالة الإسلام لإنهم لا يفهمون الدين فهماً صحيحاً خاصة وأن عظمة الإسلام تكمن فى عدم وجود وسيط بين الإنسان والخالق وهذا ما يجعل المسلم الذى يحبذ الفهم والإستيعاب يتألق فى حياته بدون الحاجة إلى هؤلاء المشايخ من الأزهر .[/rtl]
[rtl] فقضية تجديد الخطاب الدينى قضية أمن قومى بالنسبة للعرب ، والمسلمون فى إنتظار ما سيقدمه شيوخ الأزهر فى الأيام المقبلة لمواجهة الفكر الداعشى الذى ينتشر فى جميع أنحاء الأمة الإسلامية ، فإذا أراد الأزهر التجديد فعليه تطهير مجال الدعوة من شيوخ يسيئون للدين ويظهرون بصورة المتاجر بالدين فوسائل الإعلام قد إمتلات بمبدعين يطلقون على أنفسهم علماء دين يبيعون الوهم للناس بلا حقيقة علمية فتجديد الخطاب الدينى يستدعى تغييراً جذرياُ فى مؤسستى الأزهر والأوقاف ، وضرورة الحاجة لأهل الخبرة والمهارة والحس الدينى وتخريج شباب يفهمون وسطية الدين الإسلامى ، وقد ظهر ذلك بصورة واضحة فى قضية الإعلامى إسلام بحيرى فرغم محاولته التجديد إلا أنه لم يكن نموذجاً جيداً فى التجديد وإفتقد للمنهجيه العلمية والدينية ، وعندما بدأت بينه وبين بعض مشايخ الأزهر مناظرات لم يستطع إقناع المجتمع بفكره فى حين لم يكن مشايخ الأزهر على المستوى المطلوب ، وهذا ما يتطلب السرعة فى التجديد وإحلال المنهج العلمى فى تجديد الخطاب الدينى من أجل تخليص الدين من السلطة الزائفة التى تتحدث بإسمه وتسيطر عليه وتحتكر تفسيره وتتسلط على رقاب المؤمنين فآفة الدين رجاله ، ولذا فنجد أن البروتستانية قد ثارت من قبل على الكنيسة لتحدث عملية التجديد فالتساؤل هنا هل يثور المثقفون والعلماء على المؤسسة الأزهرية لإحداث عملية التجديد ؟ [/rtl]
[rtl]فعلماء الأزهر ليس لديهم خطط ممنهجة لتجديد الخطاب الدينى وكان ذلك واضحاً من حوار الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاه الذى أكد أن الأزهر والأوقاف لم يتحركا خطوة واحدة لتجديد الخطاب الدينى فى حين أنه هو أيضاً لم يكن لدية القدرة على تقديم أى حلول فنراه  يذكر أن تتم عقد دورات تدريبية يحاضرها كوادر دينية وسطية لتربية الأئمة وأخذ فى التحدث أن يكون الإمام حسن المظهر ، ثم أخذ فى مهاجمة من يحاول الإجتهاد أمثال إسلام بحيرى(22) .[/rtl]
[rtl]اما فى المغرب فقد احتضنت المكتبة الوطنية فى الرباط ندوة فكرية حول موضوع الخطاب الدينى فى المغرب بين التقليد والتجديد وقد ناقش المؤتمر عددا من المحاور اهمها رؤية المجتمع العربى للدين ودور المؤسسات الدينية فى انتاج خطاب دينى متجدد وعقلانى ودور المثقف والباحث فى انتاج خطاب دينى ينحو تجاه المعرفة العلمية ، ففي خضم هذه التحولات التي تعيشها المجتمعات العربية الإسلامية، يحضر الخطاب الديني في التحول التاريخي لهذه المجتمعات من ضمنها المغرب، ويؤثر فيها بدرجات متفاوتة حسب طبيعة ذلك الخطاب الذي ينقسم إلى خطابات تشترك عدة عوامل سياسية واجتماعية ونفسية في بنائها. فهناك أربعة توجهات للخطاب الديني في المغرب، أولها الخطاب الرسمي الذي تدافع عنه السلطة السياسية القائمة، وهو خطاب معترف به من المؤسسات الدينية المتضامنة معها، وثانيها الخطاب الحركي الذي تتبناه الأحزاب ذات المرجعية الدينية التي ترى في الدين وسيلة للوصول إلى الحكم السياسي، وثالثها الخطاب الشعبي الذي يعمل على تجييش الجماهير وتحريك عواطفها وإثارة وجدانها، فيـلقي بها في زمن غير زمانها وفي عالم غير عالمها، فتلوذ بالحلم والمتخيل بعيدا عن مشاكلها وواقعها الاجتماعي، أما رابعها فهو خطاب الإسلام الليبرالي أو العلماني، وهو خطاب ذو مستويات متعددة تتراوح بين الحاد المتطرف التفكيكي الذي يهدر المعطى الإيماني، وبين العقلاني الموضوعي الذي يعتمد المعرفة العلمية الرصينة في التجديد مع اعتبار الحاجات الروحية والإيمانية للإنسان، وهذا الخطاب بجميع مستوياته هو الأقل رواجا في الساحة العربية الإسلامية، إما لتصادمه الحاد مع جمود الفهم الديني أو بسبب دورانه في الفلك الأكاديمي النخبوي وقد اختار المنظمون فتح النقاش حول هذا الموضوع، على اعتبار أن الحاجة ماسة اليوم في المغرب لفتح نقاش حقيقي حول تجديد الخطاب الديني بشكل يجعله مسايرا للتحولات السياسية والاجتماعية والقيمية التي يعرفها المجتمع المغربي، ويستلهم التجارب التنويرية للخطاب الديني في المشرق العربي مع الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ورفاعة الطهطاوي، وفي الفضاء المغاربي مع خير الدين التونسي ومحمد الحجوي وأبي شعيب الدكالي وشيخ الاسلام محمد بلعربي العلوي وعلال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، والمشاريع الفكرية لمحمد عابد الجابري، ومحمد أركون وغيرهم من الأسماء التنويرية التي قدمت تجديدات لفهم الخطاب الديني والعقل العربي حتى يصبح الدين جزءا من مشروع حداثة مغربية تستلهم منطلقاتها من واقعها التاريخي.[/rtl]
[rtl]هنا يتضح لنا بصورة واضحة مدى سطحية شيوخ الأزهر والدعاه فبدلاً من التحدث عن منهج علمى وطرق إصلاح وتجديد المؤسسة الدينية والخطاب الدينى أخذ فى التحدث عن أمور سطحية مثل المظهر وأخذ كذلك فى مهاجمة من يحاول الإجتهاد مثل إسلام بحيرى رغم أنه إفتقد المنهج العلمى إلا أنه حاول، وبذلك نجده قصر فكرة التجديد على شيوخ الأزهر فقط رافضاً فكرة أن يدخل تلك الحركة علماء من خارج المؤسسة الدينية متناسياًأن رافضى التجديد كانوا من الأزهر نفسه وأن من حاول التجديد من داخل المؤسسة الأزهرية صودرت أفكاره لإنها تدعو للتجديد ، ومن هنا فمن الضرورى تكاتف جميع أطياف المجتمع من أجل تجديد الخطاب الدينى والوقوف فى وجه أصحاب الفكر المتحجر فى الأزهر خاصة وأن الأمة العربية والإسلامية فى حاجة قصوى لتجديد الخطاب الدينى من أجل القضاء على الأفكار والحركات الهدامة والمتطرفة ومن أجل أن نستطيع أن نساير ركب الحضارة فلا يمكنأن نظل قابعين فى ذيل الأمم.[/rtl]

د / محمد اسماعيل
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 25
نقاط : 59
تاريخ التسجيل : 18/08/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجديد الخطاب الدينى    ...... بقلم دكتور محمد اسماعيل دكتوراه الفلسفة فى الاداب قسم تاريخ  Empty رد: تجديد الخطاب الدينى ...... بقلم دكتور محمد اسماعيل دكتوراه الفلسفة فى الاداب قسم تاريخ

مُساهمة من طرف شيماء عادل الإثنين أغسطس 29, 2016 1:30 am

د / محمد اسماعيل كتب:
[rtl]بدأت الدعوات فى الفترة الأخيرة إلى تجديد الخطاب الدينى ولكن دون دراسة جدية وهذه الدعوات والداعين إليها وما تستتبعه من سياسات وتغييرات تعد أعلى من مستوى الخطاب الدينى ذاته وترتبط بالحقوق والحريات والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وقد كانت هناك محطتين أساسيتين لهذه الدعوات بدأت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تبعها من حرب ضد الفكر الإسلامى المتطرف ثم جاءت المرحلة الثانية أعقاب موجة الثورات العربية التى تحولت فيما بعد الى حرب بين النظم السياسية الحاكمة والحركات الإسلامية المتطرفة أمثال داعش ، ومن ثم فلا يمكن مكافحة هذا التطرف إلابمبادرة من النظم السياسية لتجديد الخطاب الدينى الإسلامى تشترك فيه كافة أطياف المجتمع حتى تتم عملية التجديد ولذا كان من الضرورى العمل والسعى من أجل تجديد الخطاب الدينى وكان الأزهر أهم و أقدم المؤسسات الدينية وهو المؤسسة التى يجب أن يحدث بها التغيير والسعى من أجل تجديد الخطاب الدينى وهنا كان من الضرورى طرح سؤال هام ألا وهو كيف يدعو الأزهر الشريف لمكافحة التطرف والإرهاب وتجديد الخطاب الدينى ومازالت منابره التعليمية والخطابية تعج بالدعوات ضد النصارى واليهود ومن والاهم وهو ما يثير تساؤلاً هاماً حول مدى إيمان هذه المؤسسة بقيم المواطنة والمساواة ومكافحة التمييز إذا اضفنا أيضا ً أن عدداً من قيادات العديد من التنظيمات الجهادية من خريجى مؤسسة الأزهر .[/rtl]

[rtl]وكان لزاماً علينا أن نذكر فى الصفحات التالية معنى ومفهوم التجديد وهل هذا التجديد مجرد مناورة سياسية أم بسبب أزمة وضروريات التجديد وأهم محاولات التجديد .                                                          [/rtl]

[rtl]مفهوم التجديد :[/rtl]

[rtl]إختلف العلماء حول مصطلح التجديد فيطلق الجديد فى اللغة على معان عدة نذكر منها مايلى :[/rtl]

[rtl]·        ضد القديم البالى : فيقال جد يجد فهو جديد وتجدد الشىء أى صار جديداً وقد سمى الليل والنهار الجديدان لأنهما لا يبليان أبداً(1).[/rtl]

[rtl]·        الجديد : مالا عهد لك به ولذلك وصف الموت بالجديد قال أبوذؤيب :[/rtl]

[rtl]فقلت لقلبى يالك الخير انما       يدليك للموت الجديد بحبابها [/rtl]

[rtl]·        الجديد وجه الأرض والجمع أجده وجدُد وجُددَ.[/rtl]

[rtl]·        والتجديد فى الإصطلاح الحديث هو نزعة تأخذ بأساليب جديدة فى نواحى الحياة الفكرية والعلمية .[/rtl]

[rtl]ولما كان التجديد مضافاًإلى الفكر كان لابد من بيان معنى الفكر فنقول أنه لايختلف علماء الشريعة بأن الفكر هو إعمال العقل فى العلوم للوصول إلى معرفة المجهول (2).[/rtl]

[rtl]ولا يخلو الفكر من جهد مبذول لأن الفكر هو إعمال العقل وإعماله يحتاج إلى جهد وطاقة فإذا بلغ الجهد المبذول غايته بأن إستفرغ الإنسان مافى وسعه للوصول إلى فكر معين إقترن بالفكر الإجتهادي وأمسى الإجتهاد من مقومات الفكر وأركانه الأساسية .[/rtl]

[rtl]وهناك من يرى أن التجديد هو مقاربة للأفكار ولا تولد تلك من العدم واللاشىء بل هى سياقات يتحكم فيها الزمان والمكان وتحكمها الثوابت فى العقيدة والأحكام فالإسلام كرسالة خاتمة للرسالات يدعو البشرية للخروج عن القيود التى تعيق وتمنع حركتها نحو التقدم ويهيب بالإنسان أن ينفتح على الآراء والأفكار المختلفة ليكتشف الأفضل منها ، فالتجديد روح وحالات داخلية قبل أن يكون ظروفا ًوإمكانيات خارجية فإذا ما سرت هذه الروح فى جسد أمة بعثت فيها حركة لذا فالقرآن الكريم يركز على أهمية تغيير مافى النفس ويعتبره الشرط الأساسى لتغيير الواقع الخارجى فالإنطلاق يبدأ من داخل الأمة والإنسان (3).[/rtl]

[rtl]يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . ( الرعد 11 )[/rtl]

[rtl]فالتجديد عند السلفية هو إحياء واظهار لما اندرس من علم الكتاب والسنة, ونشر للعلم ونصر لأهله, وقمع للبدعة وأهلها, ونقل العلم من جيل إلى جيل ، والعودة بالمسلمين إلى ما كانوا عليه على وفق منهج السلف الصالح, هذا هو التجديد السُنيُ القائم على كتاب الله وسنة رسوله - (صلى الله عليه وسلم) - على وفق ضوابط ومناهج السلف، أما التجديد البدعي فإنه قد ظهر بعض الكُتَاب, ومن يسمون بالمفكرين الإسلامين, وبعض رموز الحركات الإسلامية الحديثة, قد نحوا بالتجديد منحنى آخر لم يألفه السلف الصالح, تحت غطاء العصرانية والتقدمية واليسار الإسلامي, والتوجه الحضاري, والفكر المستنير, وغيرها من الشعارات البراقة .[/rtl]

[rtl]فحرية الفكر والرأى حق أساسى من حقوق الإنسان بها يشعر بآدميته ويستثمر أعظم نعمة وهبها الله تعالى له وهى نعمة العقل وعبرها يتمكن الإنسان من تسخير الكون وإعمار الحياة حيث أراد الله منه ذلك وإذا كان الدين يأمر بالتفكير وإعمال العقل فلا يرضى بمصادرة حرية الرأى ولكن هناك ضوابط لحرية الفكر ولكن تقع المسؤوليه على العابثين والمغرضين الذين يسيئون إستخدام هذه الحرية فى حال تحولت إلى غايات وقد تمس الدين والعقيدة فتعاليم الإسلام السمحة توجهنا إلى التطلع والطموح الدائم فى مختلف المجالات(4).[/rtl]

[rtl]وهنا يجب علينا تعريف الإجتهاد فهو فى إصطلاح علماء الأصول بذل الفقيه وسعه أى طاقته فى النظر فى الأدلة من أجل أن يحصل عنده الظن والقطع بأن حكم الله فى القضية العارضة واجب أو مبارح أو مكروه ، والفقيه المذكور هنا هو المجتهد وخرج من ذلك المقلِد الذى لم يبلغ درجة الإجتهاد فى العلم وعِداده فى العوام ولو حفظ المتون كلها والمجتهد هو البالغ العاقل أى ذو ملكه يدرك بها المعلوم ويتحقق الإجتهاد بتحقق شروطه فى المجتهد(5) .[/rtl]

[rtl]وهنا يتضح لنا أن التجديد هو سنة الحياة ولا يوجد مخلوق يظل على حاله إلى الأبد والبديل لعملية التجديد هو الجمود والذى يعنى توقف الحياه عن الحركة فالتجديد ليس أمراً عشوائياً ولا ينطلق من فراغ وإنما يعتمد على فهم الواقع من أجل الكشف عما فيه من سلبيات للإنطلاق من ذلك الفهم إلى تصحيح الأوضاع وتمهيد السبيل لإثراء الحياة بمزيد من الإبداع الذى يضيف الجديد إلى الناس فى كافة المجالات وعلى الرغم من وضوح الهدف الحقيقى من التجديد إلا أن هناك فريقاً من شيوخ الأزهر يعتبرون كل تجديد بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار وهم بذلك يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً ويحافظون على الدين من بدع المجددين وكل هؤلاء يدخلون ضمن طائفة الجهال الذين يسيئون الى الدين فالتجديد المطلوب يجب أن يكون تجديداً متميزاً ومشروطاً بضوابط من شأنها أن تحافظ على ثوابت الدين وفى الوقت ذاته تؤكد على حيوية وصلاحية الدين لكل زمان ومكان .[/rtl]

[rtl]فالمتغيرات الهائلة التى طرأت على عالمنا المعاصر من شأنها أن توقظ وتنبه الشعوب الإسلامية للبحث عن طريق النجاة من حالة التشتت التى تعيشها الشعوب الإسلامية ولذا كان من الضرورى التحرك لمواجهة التحديات المعاصرة حتى تستطيع هذه الشعوب البقاء فالتجديد المطلوب يعنى التسلح بكل أسلحة العصر الحديث من أفكار والفهم المستنير للمتغيرات الجديدة من أجل صناعة الحياة للمسلمين والمحافظة على حيوية الإسلام فلا يليق بالمسلمين أن يظلوا قابعين ومتأخرين ومراقبين فى صمت وسلبية ما يحدث حولهم من تقدم ورقى .[/rtl]

[rtl]ضروريات التجديد :[/rtl]

[rtl]ليس هناك خلاف على الحاجة إلى التجديد لأن التجديد من أهم عناصر تطور الحياة فكلنا ننشد التطور والرقى فالتجديد والإبتكار هما ركنا التطور إذ أن التطور لا يأتى من فراغ وإنما هو نتيجة لدراسة الآراء والأفكار وأخذ الصالح المفيد منها من إضافة رؤى أخرى عليها فيتولد من ذلك فكر تسترشد به الأمة فى مسيرتها ، فالتجديد كما هو مطلب إجتماعى فهو كذلك مطلب عقلى إذ ليس من العدل والإنصاف أن نطلب من أحد أن يأخذ بفكر من سبقه من غير مناقشة وإبداء رأى خاصة إذا كان اهلاً لذلك (6)، وكان من أهم الأسباب التى تظهر حاجتنا إلى التجديد  مايلى :[/rtl]

[rtl]·        التحديات التى تواجها الأمة الإسلامية : وأهم هذه التحديات هو تحدى التخلف هذا التخلف يشمل مختلف صور حياتنا وأوضح المجالات التى يلاحظ فيها ذلك التخلف هو مجال العلم والبحث العلمى الذى يسير فى أطر تقليدية ، ومن ثم فقد كان التعليم والبحث العلمى هو المجال الأول الذى يجب أن يتناوله التجديد كذلك يجب السعى لتجديد التنمية البشرية حتى يستطيع التجديد إزالة التحجر الذى واكب الفكر الإسلامى(7) .[/rtl]

[rtl]·        التطور المستمر للحياة : فالإنسان منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا يعيش فى تطور مستمر فى جميع أوجه الحياة الإجتماعية والإقتصادية وهذا التطور يجب أن يواكبه فكر متجدد فى الدين والخطاب الدينى فكلما كان الفكر متجددا متوافقاً مع النهضة التى يعيشها الإنسان كلما كان الإشباع مكتملاً مما يعكس أثراًإيجابيا على حيوية المجتمع ونشاطه .[/rtl]

[rtl]·        تلبية حاجات الإنسان : فالإنسان كائن حى له حاجات تلك الحاجات تختلف من عصر لآخر ومن مكان إلى مكان ومهمة الفكر الأساسية هى تلبية حاجة الإنسان فكلما كان الفكر ملبياً لحاجة الإنسان المشروعة كلما كان فكراً ناجحاً فالفكر الناجح هو الفكر الذى يلبى حاجات الإنسان المشروعة المتجددة مهما إختلفت العصور والأمكنة بقابليته للتجديد(8) .[/rtl]

[rtl]·           حل المشكلات وإيجاد البدائل : تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم العديد من المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية تزداد حدتها على مر الأيام وتتسع الفجوة بينها وبين العالم المتقدم المعاصر ففى ظل العولمة أصبحت البلاد الإسلامية أسيرة لما يحدث فى العالم المتقدم من أحداث ولذا علينا أن نوازن بين خيارين :                        [/rtl]

[rtl]1.      محاكاة العالم المتقدم من أحداث والنقل عنه فى جميع المجالات والميادين ولكن هذا الخيار له مساؤى قد تؤدى إلى فقد هويتنا الحضارية .[/rtl]

[rtl]2.     تجديد حضارتنا بإستعارة بعض أساليب التقدم التى تتفق مع أصولنا الحضارية (9).[/rtl]

[rtl]عرضنا هنا ضروريات تجديد الخطاب الدينى وكان من الضرورى كى يتم تجديد الخطاب الدينى أن يسير فى خطين هما :[/rtl]

[rtl]·        تجديد الخطاب الدينى المعاصر بما يتناسب مع العصر وألا يكون الخطاب شمولياً خالياً من تعدد الآراء ووجهات النظر بل المطلوب أن يكون خطاباً خال من الصراع ونفى الآخر وإدعاء الحقيقة فى رأى ومصادرتها عن رأى آخر مماثل .[/rtl]

[rtl]·        الإنفتاح على الآخر : بهدف إستكشاف عناصر إلتقاء يمكن توظيفها فى تشكيلإطار ثقافى عام يستفيد منه الإسلاميون قبل غيرهم(10) خاصة فى التغلب على المرض المزمن الذى يستنزف طاقة أى تجديد ويقف لنجاحه بالمرصاد هذا الانقسام التقليدى تجاه التراث والحداثة فهناك تيار متشبث بالتراث وتيار آخر متغرب وتيار إصلاحى وهذا الإنقسام أمر طبيعى وظاهرة مقبولة لكن غير المقبول أن يتحول الموقف من مواجهة خارجية إلى صراع داخلى يؤذى الجميع(11) .[/rtl]

[rtl]لقد قامت حركات الإصلاح الدينى التى شهدها الفكر الاسلامى الحديث من وهابية وتحديثية بتفجير مسائل عدة لم تكن مطروحة من قبل على العقل الإسلامى وفتحت بذلك إمكانيات حقيقية لإعادة النظر وبذرت البذور لتجديد خطاب دينى حقيقى فى المجتمع العربى ولكن هذه البذور كانت مشوبة بجوانب سلبية ومخاطر ، فالتجديد ليس عملية مباشرة فورية وسريعة تتم فى لحظة وإنما هى عملية تاريخية طويلة ومستمرة ومعقدة ينخرط فيها المجتمع(12) .[/rtl]

 
 
 
[rtl]مساؤى التبليغ :[/rtl]

[rtl]إن ما يعوق الخطاب الدينى عن تحقيق أهدافه هو :[/rtl]

[rtl]·        حرص الدعاه على فرض الأفكار والقناعات الخاصة بدون الإعتماد على الإقناع والدليل اليقينى ، يقول تعالى ( لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى )(البقرة 256).[/rtl]

[rtl]·        طريقة التبليغ فكثيراً ما يكون الأسلوب اللغوى المستخدم عائقاً من عوائق فهم الخطاب الدينى وكذلك المنهج المتبع .[/rtl]

[rtl]·        تعطيل الإجتهاد فالداعية الذى يسعى لرفض التأويل وإعمال الفكر فى تحليل الخطاب الدينى والتقيد بحرمية النص هو إنسان يسعى لتعطيل الإجتهاد وإلغاء العقل .[/rtl]

[rtl]·        التضخم اللفظى والإندفاع العاطفى الذى لا يضبطه فكر ناضج ولا تخطيط دقيق للواقع المتميز بمناخه وملابساته .[/rtl]

[rtl]·        جهل الدعاه فالدعاه يجهل بعضهم أساس الدعوة ومضمونها والغاية التى يستهدفها الخطاب الدينى فتكون دعوته مضلله ، والجهل بالطرق والأساليب ، فمنهم يجهل طريقة عرض الحقيقة الدينية وشرح الأحكام وإستخدام أسلوب منفرد خال من أى منهج تربوى مما يخلق الصراع بدلاً من التفاهم(13) .[/rtl]

[rtl]فعلى مشايخ الأزهر ومفكرى وعلماء الأمة الإسلامية أن يعمقوا نظرتهم إلى واقع مجتمعاتنا ويحاربوا من يسعوا إلى تجميد العقول وتهميش البحث ، وأن يجتهدوا فى البحث عن الوسائل والأساليب التى تمكنا من إيجاد قاعدة علمية متينة تواجه بها تحديات المستقبل وتكون جيلاً واعياً قادراً على مقاومة الجمود والإنحرافات.[/rtl]

[rtl]فلتجديد الخطاب الدينى يجب نقد القدماء ورفض التقليد والدعوة إلى الإجتهاد فالتراث القديم ليس مقدساً بل هو منإبداع أجيال ماضية نتعلم منهم ونقتدى بهم فالعيب فينا إذا لم نجدد ونبدع وننقد ما وصلوا إليه وليس فيهم إذا كان إجتهادهم قد تجاوز الزمان(14) .[/rtl]

[rtl]محاولات تجديد الخطاب الدينى بالمؤسسة الأزهرية :[/rtl]

[rtl]بالرغم من حالة الجمود التى أصابت العالم الاسلامى بعد الهجمات الصليبية على الشرق والغزو المغولى والتى إستمرت فترات طويلة إلا أن بداية إلتقاء الحضارة الإسلامية مع الغرب بدأت بمجىء الحملة الفرنسية على الشرق بقيادة نابليون عام 1798م ، والذى كان يمتلك وعى ثقافى حيث جاء مع الحملة العسكرية الفرنسية العديد من العلماء الفرنسيين وهنا أدرك على الفور بعض مشايخ وعلماء الأزهر أن هناك علم الغرب وأن هذا العلم بعيد عنهم وقد ترتب على ذلك ردود أفعال مختلفة فبعض مشايخ الأزهر إنزوى والبعض الآخر نادى بتبنى هذه العلوم(15) .[/rtl]

[rtl]ومن وجهة نظر الباحث فيرى أن الحملة الفرنسية كانت بمثابة المصباح الذى أضاء غرفة مظلمة وبدأ يفتح المجال للإنفتاح على الآخر والتجديد وخاصة فى الخطاب الدينى وضرورة الأخذ بنظم الحضارة الحديثة والبعد عن التراث العقيم الذى أخر الأمة قرون طويلة وجعلها فى ذيل الأمم .[/rtl]

[rtl]إلا أن العلامة الفارقة لبداية الفكر الإسلامى كانت فى عهد الخديوى إسماعيل ففى هذا العصر وقعت العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والإقتصادية وذلك بعدما تهيأ المجتمع المصرى بصورة أو بأخرى مع الصدام مع الغرب أثناء الحملة الفرنسية خاصة بعد الإنكسار الذى منى به المماليك والعثمانيين ولكنها لم تؤثر التأثير الكامل إلا فى عصر الخديوى إسماعيل الذى أراد أن تكون القاهرة قطعة من باريس ، وفى هذا العصر بدأ الشعور بالمسألة الشرقية وحالة المجتمع الإسلامى والجمود الفكرى ، ومحاولة التعامل معها ومع هذا الواقع تعاملاً أخذ صوراً عده ولكنه إشترك فى أن هناك قضية يعيشها المسلمون الذين إختلفوا فيما بينهم فى طرق حلها مابين حلول سلفية وحلول حركية وأخرى فكرية وإتجه بعضهم للحلول العنيفة وأخرين بالحلول السلمية ، وإختلفت الرؤى فى نقطة البداية فهناك من رأى أن تكون البداية من القاعدة إلى القمة ، ورأى آخر من القمة إلى القاع ، ورأى ثالت رأى أن يبدأ بالموروث إلى المعاصر ورأى رابع بدأ من المعاصر إلى الموروث الدينى ، كل هذه التيارات بدأت بالإحتكاك مع الغرب وكانت المدنية أهم العناصر التى ولدت هذه الحركة الفكرية وكان السياق التاريخى مؤثراً بالإضافة للتقدم الغربى والتطور التكنولوجى (16)، ومن هنا نخلص أن بداية الفكر الإسلامى المعاصر كانت فى القرن التاسع عشر الميلادى وتم ذلك على ايدى مصلحين كبار أمثال جمال الدين الافغانى ومحمد عبده ورشيد رضا ، فى نهاية الدولة العثمانية وهنا ظهرت العديد من الحركات السياسية الاسلامية على أساس الخلافة واصلاح الدولة وحركات قومية على أساس الاستقلال عن الدولة العثمانية وكانت هذه الحركات أسيرة لمنطلقات ظنت أنها من اساسيات الاسلام كدولة ومجتمع (17).[/rtl]

[rtl]وكانت أولى التيارات الداعية للتجديد تيار جمال الدين الأفغانى والذى يتمثل فى الإصلاح من أعلى ويعنى به إصلاح القادة والسياسيين والتيار الآخر الذى يتفق معه ولكنه يختلف معه فى الإجراءات هو تيار الشيخ محمد عبده حيث أن جمال الدين الأفغانى أثار القضية فى حين فكر فيها محمد عبده حيث رأى أنه لابد من صناعة الأداة من الطلبة والعلماء والمفكرين الذين يشكلون النخبة والتى تستطيع أن تتحكم فى المجتمع ، وقد ترتب على جهود محمد عبده مدرسته المتمثلة فى رشيد رضا مؤسس مجلة المنار(18) والتى تبنت رسالة محمد عبده كما تمثل إمتداد هذا التيار فى عدد من العلماء مثل الشيخ المراغى ومصطفى عبدالرزاق والشيخ عبدالكريم عيسى كل هؤلاء إمتداد لمدرسة الإحياء والتجديد وظهر أيضاً تيار من خريجى دار العلوم كل هؤلاء يمثلون فصيلاً للتجديد ومازالت مدرسة التجديد عند كل من طه حسين وعلى عبدالرازق وأمين الخولى وخلف الله محمد خلف الله وسيد قطب ونصر حامد ابوزيد ومحمود اسماعيل وسيد القمنى تعانى من تضييق الخناق على التجديد بإسم التقليد(19) ، وقد ظهر ذلك جلياً عندما صدر كتابين هامّين أثارا جدلاً واسعاً وحامياً لا في بلاد النيل وحدها وإنما في بلدان مثل تونس والشام هذان الكتابان هما “في الشعر الجاهلي” لطه حسين الذي دفع القوى الرجعيّة والمحافظة إلى المطالبة بمقاضاة صاحبه ومنعه من التداول بسبب ما إحتواه من آراء وأفكارتتناقض مع القرآن ومع روح العقيدة الإسلامية(20).[/rtl]

[rtl]أمّا الثاني فهو “الإسلام وأصول الحكم” لعلي عبدالرازق (صدر سنة 1925)، وقد تسبّب هذا الكتاب أيضاً في إندلاع معركة ضارية بين القوى الرجعيّة الغارقة في أوهام ماضٍ مجيد وبين القوى الجديدة المتطلعة للمستقبل والرقيّ والتقدّم فهذا الكتاب يعد مساهمة رفيعة وجليلة في معارك القوى الجديدة من أجل تنوير العقول، وتحرير الفكر من القيود التي كبّلته بها عصور الإنحطاط والتخلّف المديدة .[/rtl]

[rtl]فالأزهر كمؤسسة إسلامية رافضاً لفكرة التجديد فالأزهر يتصرف بردة الفعل ويظهر غياب إستراتيجية في التعاطي مع القضايا الكبيرة ومنها الفراغ الدعويفى حين أن هناك تياراً محافظاً فى الأزهر يأتى على رأسه الشمس الإمبابى وكان مخالفاً لفكرة التجديد محافظاً على التراث هذه المدرسة المحافظة لم تخرج من التفسير القرآنى إلى الحياة المعاشة وعندما جاء مفسر يسعى أن يجعل هذا متصلاً بالحياة جاء من دار العلوم وليس من الأزهر وهو سيد قطب ولم يعتمد كتابه الظلال على التفسير الأكاديمى للأزهر(21) .[/rtl]

[rtl]ومن هنا يمكننا أن نعتبر أن الأزهر كله تياراً واحداً فالتيار الأزهري هو التيار المحافظ والذى أسسه الشمس الامبابى أما التيار المتطور ومؤسسه محمد عبده فله أتباع ولكن أغلبهم من خارج المؤسسة الأزهرية .[/rtl]

[rtl]فمسألة تجديد الخطاب الدينى أصبحت تطرح نفسها وبقوة على المؤسسات الدينية خاصة فى ظل حالة العنف المتزايد والذى يقف وراءه الجماعات التكفيرية أمثال داعش وغيرها مما جعل الأزهر يسعى لإسترجاع مكانته ، ولا يزال الأزهر بمنأى عن قضية تجديد الخطاب الدينى ونشر الإعتدال فرغم أن العالم الإسلامى يعيش فى صراعات أيدلوجية تتعلق بالتراث الدينى والحداثة والعولمة نجد ظهور خطابات إسلامية بديلة أدت الى إنقسامات فى الفكر الإسلامى والخطاب الدينى ، وقد ساهم هذا التنوع إلى تشتيت المسلمين ففى حين يطالب عدد من رجال الأزهر بتبنى خطاب دينى جديد يسعى للتوفيق بين الإسلام والعالم الحديث نجد البعض الآخر يمتنع عن فكرة التجديد ، فهناك صراع بين التراث الدينى وبين الحداثة والعولمة وبعض مشايخ الأزهر الغير قادرين على مواكبة تطور الخطاب الدينى فى العصر الحديث ، ولذا فإن بعض مشايخ الأزهر قد يهدرون رسالة الإسلام لإنهم لا يفهمون الدين فهماً صحيحاً خاصة وأن عظمة الإسلام تكمن فى عدم وجود وسيط بين الإنسان والخالق وهذا ما يجعل المسلم الذى يحبذ الفهم والإستيعاب يتألق فى حياته بدون الحاجة إلى هؤلاء المشايخ من الأزهر .[/rtl]

[rtl] فقضية تجديد الخطاب الدينى قضية أمن قومى بالنسبة للعرب ، والمسلمون فى إنتظار ما سيقدمه شيوخ الأزهر فى الأيام المقبلة لمواجهة الفكر الداعشى الذى ينتشر فى جميع أنحاء الأمة الإسلامية ، فإذا أراد الأزهر التجديد فعليه تطهير مجال الدعوة من شيوخ يسيئون للدين ويظهرون بصورة المتاجر بالدين فوسائل الإعلام قد إمتلات بمبدعين يطلقون على أنفسهم علماء دين يبيعون الوهم للناس بلا حقيقة علمية فتجديد الخطاب الدينى يستدعى تغييراً جذرياُ فى مؤسستى الأزهر والأوقاف ، وضرورة الحاجة لأهل الخبرة والمهارة والحس الدينى وتخريج شباب يفهمون وسطية الدين الإسلامى ، وقد ظهر ذلك بصورة واضحة فى قضية الإعلامى إسلام بحيرى فرغم محاولته التجديد إلا أنه لم يكن نموذجاً جيداً فى التجديد وإفتقد للمنهجيه العلمية والدينية ، وعندما بدأت بينه وبين بعض مشايخ الأزهر مناظرات لم يستطع إقناع المجتمع بفكره فى حين لم يكن مشايخ الأزهر على المستوى المطلوب ، وهذا ما يتطلب السرعة فى التجديد وإحلال المنهج العلمى فى تجديد الخطاب الدينى من أجل تخليص الدين من السلطة الزائفة التى تتحدث بإسمه وتسيطر عليه وتحتكر تفسيره وتتسلط على رقاب المؤمنين فآفة الدين رجاله ، ولذا فنجد أن البروتستانية قد ثارت من قبل على الكنيسة لتحدث عملية التجديد فالتساؤل هنا هل يثور المثقفون والعلماء على المؤسسة الأزهرية لإحداث عملية التجديد ؟ [/rtl]

[rtl]فعلماء الأزهر ليس لديهم خطط ممنهجة لتجديد الخطاب الدينى وكان ذلك واضحاً من حوار الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاه الذى أكد أن الأزهر والأوقاف لم يتحركا خطوة واحدة لتجديد الخطاب الدينى فى حين أنه هو أيضاً لم يكن لدية القدرة على تقديم أى حلول فنراه  يذكر أن تتم عقد دورات تدريبية يحاضرها كوادر دينية وسطية لتربية الأئمة وأخذ فى التحدث أن يكون الإمام حسن المظهر ، ثم أخذ فى مهاجمة من يحاول الإجتهاد أمثال إسلام بحيرى(22) .[/rtl]

[rtl]اما فى المغرب فقد احتضنت المكتبة الوطنية فى الرباط ندوة فكرية حول موضوع الخطاب الدينى فى المغرب بين التقليد والتجديد وقد ناقش المؤتمر عددا من المحاور اهمها رؤية المجتمع العربى للدين ودور المؤسسات الدينية فى انتاج خطاب دينى متجدد وعقلانى ودور المثقف والباحث فى انتاج خطاب دينى ينحو تجاه المعرفة العلمية ، ففي خضم هذه التحولات التي تعيشها المجتمعات العربية الإسلامية، يحضر الخطاب الديني في التحول التاريخي لهذه المجتمعات من ضمنها المغرب، ويؤثر فيها بدرجات متفاوتة حسب طبيعة ذلك الخطاب الذي ينقسم إلى خطابات تشترك عدة عوامل سياسية واجتماعية ونفسية في بنائها. فهناك أربعة توجهات للخطاب الديني في المغرب، أولها الخطاب الرسمي الذي تدافع عنه السلطة السياسية القائمة، وهو خطاب معترف به من المؤسسات الدينية المتضامنة معها، وثانيها الخطاب الحركي الذي تتبناه الأحزاب ذات المرجعية الدينية التي ترى في الدين وسيلة للوصول إلى الحكم السياسي، وثالثها الخطاب الشعبي الذي يعمل على تجييش الجماهير وتحريك عواطفها وإثارة وجدانها، فيـلقي بها في زمن غير زمانها وفي عالم غير عالمها، فتلوذ بالحلم والمتخيل بعيدا عن مشاكلها وواقعها الاجتماعي، أما رابعها فهو خطاب الإسلام الليبرالي أو العلماني، وهو خطاب ذو مستويات متعددة تتراوح بين الحاد المتطرف التفكيكي الذي يهدر المعطى الإيماني، وبين العقلاني الموضوعي الذي يعتمد المعرفة العلمية الرصينة في التجديد مع اعتبار الحاجات الروحية والإيمانية للإنسان، وهذا الخطاب بجميع مستوياته هو الأقل رواجا في الساحة العربية الإسلامية، إما لتصادمه الحاد مع جمود الفهم الديني أو بسبب دورانه في الفلك الأكاديمي النخبوي وقد اختار المنظمون فتح النقاش حول هذا الموضوع، على اعتبار أن الحاجة ماسة اليوم في المغرب لفتح نقاش حقيقي حول تجديد الخطاب الديني بشكل يجعله مسايرا للتحولات السياسية والاجتماعية والقيمية التي يعرفها المجتمع المغربي، ويستلهم التجارب التنويرية للخطاب الديني في المشرق العربي مع الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ورفاعة الطهطاوي، وفي الفضاء المغاربي مع خير الدين التونسي ومحمد الحجوي وأبي شعيب الدكالي وشيخ الاسلام محمد بلعربي العلوي وعلال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، والمشاريع الفكرية لمحمد عابد الجابري، ومحمد أركون وغيرهم من الأسماء التنويرية التي قدمت تجديدات لفهم الخطاب الديني والعقل العربي حتى يصبح الدين جزءا من مشروع حداثة مغربية تستلهم منطلقاتها من واقعها التاريخي.[/rtl]

[rtl]هنا يتضح لنا بصورة واضحة مدى سطحية شيوخ الأزهر والدعاه فبدلاً من التحدث عن منهج علمى وطرق إصلاح وتجديد المؤسسة الدينية والخطاب الدينى أخذ فى التحدث عن أمور سطحية مثل المظهر وأخذ كذلك فى مهاجمة من يحاول الإجتهاد مثل إسلام بحيرى رغم أنه إفتقد المنهج العلمى إلا أنه حاول، وبذلك نجده قصر فكرة التجديد على شيوخ الأزهر فقط رافضاً فكرة أن يدخل تلك الحركة علماء من خارج المؤسسة الدينية متناسياًأن رافضى التجديد كانوا من الأزهر نفسه وأن من حاول التجديد من داخل المؤسسة الأزهرية صودرت أفكاره لإنها تدعو للتجديد ، ومن هنا فمن الضرورى تكاتف جميع أطياف المجتمع من أجل تجديد الخطاب الدينى والوقوف فى وجه أصحاب الفكر المتحجر فى الأزهر خاصة وأن الأمة العربية والإسلامية فى حاجة قصوى لتجديد الخطاب الدينى من أجل القضاء على الأفكار والحركات الهدامة والمتطرفة ومن أجل أن نستطيع أن نساير ركب الحضارة فلا يمكنأن نظل قابعين فى ذيل الأمم.[/rtl]



مشاركة متميزة شكرا لك 
شيماء عادل
شيماء عادل
مديرة المنتدي
مديرة المنتدي

الموقع : مديرة المنتدي
عدد المساهمات : 5692
نقاط : 9094
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
العمر : 37

http://www.oriflameforallovereg.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى