وبدات المعركة الحاسمة ففى تمام الساعة الثانية بدأت 222 طائرة مصرية في عبور قناة السويس في طريقها لسيناء لمهاجمة الأهداف والمواقع العامة داخل سيناء، وقد قامت القاذفات متوسطة المدى (طراز تي يو 16) تحت مظلة الطائرات ميج 21 بمهاجمة القواعد الجوية الإسرائيلية في العريش، وبير تمادا، وآبار النفط في أبو رديس، كما قامت القاذفات المقاتلة طراز سوخوي 7 بقصف القيادة الإسرائيلية في أم خشيب، ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية، ومواقع صواريخ هوك، وبعض مواقع المدفعية، وقد نجحت الضربة الجوية الأولى ولم تفقد مصر سوى خمس طائرات فقط .
وبعد خمس دقائق من بدء الضربة الجوية بدأت المدفعية المصرية بما يقرب من 4000 مدفع بفتح نيرانها على المواقع الحصينة في خط بارليف، وكانت نيران المدفعية غير المباشرة قد وصلت ما يقرب من 1850 قطعة مدفعية، والنيران المباشرة حوالي 1000 دبابة، و1000 مدفع مضاد للدبابات، وخلال الدقيقة الأولى وصلت عدد طلقات المدفعية 10500 طلقة، واستمر التمهيد بالنيران لمدة 53 دقيقة بلا انقطاع على جميع النقاط الحصينة داخل سيناء
وخلال تلك الفترة بدأت الاتصالات السياسية المصرية، وفي الساعة الثانية وخمس عشرة دقيقة أعلنت الإذاعة المصرية أن القوات الإسرائيلية قامت في الساعة الواحدة والنصف ظهر 6 أكتوبر بمهاجمة القوات المصرية في الزعفرانة والسخنة في خليج السويس بتشكيلات جوية كما اقتربت بعض القطع البحرية الإسرائيلية من الشواطئ المصرية، وفي الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة أعلنت مصر أنه ردًا على العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا تقوم بعض الوحدات الجوية بقصف مواقع العدو في الأراضي المحتلة، وفي الساعة الثالثة وعشرين دقيقة أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها عن اقتحام القوات المصرية قناة السويس واستمرار الاشتباكات على الضفة الشرقية(
وفي الوقت الذي بدأت المدفعية في قصف المواقع الإسرائيلية الحصينة بدأ سلاح المهندسين المصريين في العمل على فتح الممرات في خط بارليف، وبعد 15 دقيقة من القصف المدفعي بدأ عبور القوات المصرية قناة السويس باستخدام القوارب المطاطية، واستطاع 8000 جندي عبور القناة، وتلا ذلك فتح الثغرات في الساتر الترابي وإنشاء الكباري على قناة السويس واستطاعت القوات المصرية فتح 60 فتحة في السدة على الضفة وبناء 12 جسرًا على طول القناة، وقيام 31 عبارة بنقل كل رأس جسر مصري بضعة أميال نحو الأمام
وبدأ عبور الموجة الأولى من القوات المصرية والتي استطاعت الوصول للعمق الإسرائيلي في سيناء، واستطاعت إخماد الهجمات الإسرائيلية، وتمكنت من تدمير ثلث القوة المدرعة في أقل من ثلاثين دقيقة ثم استطاعت الموجة الثانية من العبور، وبحلول الساعة الخامسة والنصف كان لمصر 45 كتيبة مشاة وبحلول الساعة السادسة والنصف استطاع 30 ألف جندي محاصرة جميع النقاط الحصينة على خط بارليف، وقبل منتصف الليل بدأ تدفق الدبابات والمدفعية لتدعيم المراكز الدفاعية الجديدة في سيناء، وبدأت عشرات  الطائرات الهليوكوبتر بنقل مجموعات من قوات الصاعقة داخل سيناء، وقد أعقب وصول الموجة الأولى من القوات المصرية إلى سيناء بداية تطوير تقدمها شرقًا لتوسيع رؤوس الكباري، ولذا فقد قامت القوات الإسرائيلية بسلسلة من الهجمات المضادة بقواتها البرية والجوية بهدف الحد من إقامة رؤوس الكباري أو تدميرها إلا أن القوات الإسرائيلية تلقت ضربة قوية حيث استطاعت قوات الدفاع الجوي إسقاط 13 طائرة إسرائيلية حاولت عبور القناة، كما فرضت مصر حصارًا بحريًا على إسرائيل بإغلاقها مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات 
وخلال متابعة السادات لسير المعركة طلب السفير السوفيتي إجراء مقابلة معه، وخلال المقابلة سأله السادات ما هو موقف السوفيت إلا أن السفير السوفيتي لم يجبه بل قال له إن الرئيس حافظ الأسد استدعى السفير السوفيتي في دمشق يوم 4 أكتوبر وأبلغه بموعد قيام الحرب وطلب منه أن يبلغ القادة السوفيت بذلك، وطالبهم بضرورة العمل على إصدار قرار بوقف إطلاق النار بعد 48 ساعة من بدء العمليات، وهنا طلب السفير السوفيتي من السادات الموافقة على هذا الطلب إلا أن السادات انتابته الشكوك في أن يكون الأسد قد طلب هذا من السوفيت، وهذا دفع السفير السوفيتي أن يطلب من السادات الاتصال بالأسد للتفاهم حول هذا الأمر، وكان السادات قد رفض وقف إطلاق النار إلا بعد الانتهاء من الأهداف السياسية للمعركة، وفي الوقت ذاته أرسل السادات برقية للأسد بنص البرقية المرسلة من السوفيت ليوضح له الموقف السوفيتي، وكانت القوات السورية تحرز تقدمًا مكلفًا في الجولان على القوات الإسرائيلية حيث خسرت نصف ما لديها من الدبابات، وهذا جعل السادات يتساءل حول ماهية الاقتراح السوفيتي فلماذا تتقدم موسكو بهذا الاقتراح في الوقت الذي كان على واشنطن أن تتقدم بهذا الاقتراح حيث إن المعركة تسير لغير صالح إسرائيل
وفي 7 أكتوبر وصل الرد السوري على رسالة السادات حيث نفى الأسد تمامًا المفهوم الذي نقله السوفيت إليه، وقد كان للرسالة السوفيتية أثرها في أن ينتاب العلاقات المصرية السورية نوع من التوتر منذ أول يوم في الحرب كان من الممكن أن يؤثر على نجاح العمل العسكري والسياسي المشترك، وكانت أرجح التفسيرات لهذا الطلب السوفيتي أن القيادة السورية كانت تتوقع نجاح عملياتها، واجتياح هضبة الجولان والوصول إلى نهر الأردن في خلال 24-48 ساعة، ومن ثم تنتهي الحرب بتحقيق هدفها قبل استعداد إسرائيل للهجوم المضاد، ولكن غاب عن السوريين أن إسرائيل لن تستكين إذا حدث ذلك الأمر، وأنها لن ترضى بأن تكون آخر من يتحدث
ويرى الباحث أن سوريا رأت أن نجاح عملياتها سهل مادامت إسرائيل ستواجه الحرب على جبهتين، وستكون سيناء أهم من الجولان بالنسبة لإسرائيل، ولذا سيكون اهتمامها بالدفاع عن سيناء ذو أولوية، وهنا يكون من السهل على سوريا استعادة الجولان في خلال 24-48 ساعة، ولذا فقد يستبعد أن يكون الأسد طلب بالفعل من السوفيت العمل على وقف إطلاق النار، والوقوف عند الخطوط التي وصل لها السوريين، والذين اعتقدوا أن القوات المصرية ستواجه صعوبات في عبور القناة واجتياح خط بارليف، ولن تستطيع الصمود أمام إسرائيل، ولذا فقد جاء طلب الأسد بوقف إطلاق النار من قبل السوفيت إلا أنه تراجع عنه أمام السادات حتى لا يظهر بمظهر الخائن أمام الدول العربية، وتفقد سوريا المعونات المقدمة من الدول العربية، ومن هنا فقد راودت الطرفين الشكوك، كما أن الطرفين كان في نيتهما التراجع عن الخطة العسكرية المشتركة في حال الوصول إلى الهدف، وقد بدأ الأسد ذلك ولكنه لم يعلنه وتراجع عنه أمام السادات.
كانت لمصر في صباح يوم 7 أكتوبر خمس فرق مشاة يساندها ما يقرب من ألف دبابة، وقد استطاعت هذه القوات وقف معظم الهجمات المضادة التي قامت بها القوات الإسرائيلية، وقد قامت القوات المصرية بتطوير رؤوس الكباري، كما استطاعت تدمير آبار البترول على الشاطئ الشرقي لخليج السويس لتحرم إسرائيل من البترول، وهذا دفع الوحدات الإسرائيلية إلى الحد من عملياتها فوق منطقة رؤوس الكباري شرق القناة، والانسحاب إلى منطقة المضايق
وفي اليوم نفسه طلب السفير السوفيتي في القاهرة مقابلة السادات، وقبل أن يتكلم السفير السوفيتي قال له السادات أنه تلقى ردًا من حافظ الأسد عما أبلغه له السوفيت من قبل ولكن السفير السوفيتي أبلغه أن السوريين قد أجروا اتصالاً آخر بالقادة السوفيت دار حول خسائرهم في الدبابات، وكان الرد السوفيتي أن عملية إرسال دبابات سوفيتية إلى سوريا سيستغرق وقتًا ولذا فعلى سوريا أن تحصل على الدبابات من العراق وليقوم الاتحاد السوفيتي بتعويض العراق فيما بعد وصرح السفير السوفيتي للسادات بضرورة وقف إطلاق النار، وهنا رفض السادات الاقتراح السوفيتي مرة أخرى، كما طلب من السفير السوفيتي إبلاغ قادته بضرورة إرسال دبابات إلى المعركة بسبب شراسة القتال حيث بدأت معارك الدبابات، وهنا أبلغه السفير السوفيتي بأن الاتحاد السوفيتي قرر إقامة جسر جوي لإرسال الأسلحة والمعدات المتأخرة، ولذا فقد رحب السادات بالعمل السوفيتي، وأوضح ضرورة أن تبقى العلاقة بين القاهرة وموسكو علاقة تعاون
كان المبرر لدى السادات في عدم قبول وقف إطلاق النار هو عدم جعل إسرائيل في مركز قوى حيث كان السادات يرى أن الهدف من القتال ليس كسب الأرض بل استنزاف قوى العدو، وهذا دفع السادات إلى مطالبه الأسد بإشراك إحدى فرق المدرعات الاحتياطية في المعركة مقابل سحب إحدى فرق المشاة من الجبهة للدفاع عن دمشق إذا دعت الضرورة وقد كان السادات يرمي من إجراءاته هذه ضرب نظرية الأمن الإسرائيلي، وكان هذا ما صرح به للسفير السوفيتي في إحدى مقابلاتهما معًا خلال فترة الحرب
وبذلك يكون الجيش المصري قد استطاع عبور القناة واجتياح خط بارليف ولتبدأ فترة من المعارك العسكرية المتبادلة بين مصر وإسرائيل كما تلعب الجهود الدبلوماسية هي الأخرى دورًا في إصدار قرار بوقف إطلاق النار، واستعادة الأرض العربية المحتلة.